ضبط رجال حرس الحدود على الشريط الحدودي عددا من المتسللين داخل منازل قرية الغاوية في محاولة لسرقتها من المؤونة والعودة بها إلى زملائهم في أعالي الجبال. وأوضحت مصادر ميدانية أن العصابات المخربة لجأوا إلى السطو المسلح على المنازل بعد أن فقدوا التموين وأنهكوا من حصار القوات المسلحة في الجبال الحدودية، حيث لم يعد لديهم دقيق في مواقع تحصناتهم. وأشارت المصادر نفسها إلى أن القوات المسلحة وحرس الحدود نفذت حملات تمشيط واسعة شملت المنازل في كل القرى الحدودية للتأكد من عدم وجود مندسين فيها. وقالت إن مجموعة من المواطنين قبضوا على 20 متسللا من الأفارقة بينهم امرأة ويمنيون في جبل حبس محافظة الداير بني مالك، بعد مطاردات استمرت نحو ثلاث ساعات، إذ تبين أن العناصر المخربة استخدمتهم كنوع من الدروع البشرية. وبحسب المصادر ذاتها فإن الوضع بات تحت السيطرة، إذ لم تتعرض المنازل للعبث عدا بعض حالات السرقة التي اكتشفت أثناء ضبط المتسللين وهم يحملون الدقيق ومواد تموينية باتجاه الجبال التي قدموا منها. إلى ذلك كشفت ل «عكاظ» مصادر عسكرية من الجبهات الأمامية للمواجهات أن القوات المسلحة السعودية قصفت بطائرات الأباتشي مواقع متقدمة للمتسللين أمس، كما أمطرت المواقع الأمامية بقذائف مدفعية ورشاشة. وبينت المصادر أن نتائج ضربات المواقع المتقدمة في جبل الدود سوف تثمر خلال أيام عن تطهير بقية الجبال من العصابات المخربة، إذ تجري على الأرض عمليات التمشيط لكشف مواقع الأسلحة التي يتم إخفاؤها في القرى والأودية. ورصدت «عكاظ» من أعلى جبل دخان شجاعة رجال الجيش في تسديد الضربات الموجعة لقناصة العدو، وإحباط محاولتهم الفاشلة للنيل من رجال القوات المسلحة، ورصد مواقع المتسللين والثغرات التي يتوافدون منها عبر الأجهزة والكاميرات التي نصبت في مواقع متعددة على امتداد الشريط الحدودي. وفي شأن متصل، علمت «عكاظ» من مصدر عسكري ميداني أن ضابطا من وحدة المظليين أصر على العودة إلى الخطوط الأمامية للمشاركة في مهمة الواجب رغم تعرضه لإصابتين في أقل من شهر. وأفاد المصدر أن الضابط القناص الذي أوجع بضرباته المعتدين واقتنصهم من مسافات بعيدة، تعرض في المواجهات إلى إصابات في رجله اليمنى دخل على إثرها للمستشفى وأكمل علاجه فيه ليعود مجددا إلى الخطوط الأمامية. وأشار المصدر إلى أن الضابط تعرض لإصابة في كتفه وصفت بأنها «متوسطة»، وما إن انتهت فترة علاجه عاد إلى مواقع القتال. ولم تكن حالة الضابط الوحيدة في صفوف المصابين إذ طلبت مجموعة من المصابين بالشظايا العودة إلى مواقعهم في الخطوط الأمامية، لكن الأمير خالد بن سلطان طلب منهم قضاء فترة العلاج وعدم الاستعجال، مؤكدا لهم أن صحتهم غالية والمتواجدين في الجبهة قادرون على تنفيذ المهمات وتغطية المواقع كافة.