يتقاطر كل يوم أهالي غامد الزناد في محافظة المخواة في منطقة الباحة على مركز صحي وحيد يخدم 74 قرية، يسكنها أكثر من 7 آلاف نسمة عبر طريق جبلي متعرج من أجل الاستطباب. ورغم طول أمد إنشاء المركز، إذ استحدث قبل نحو 40 عاما، إلا أنه بقي على حاله من حيث عدد الكوادر العاملة فيه، الأمر الذي ولد حالة من المطالب لا تنتهي من قبل الأهالي؛ تمثلت في الرفع لوزراء متعاقبين على الصحة من أجل تحويل المركز إلى مستشفى، مستندين في ذلك إلى الأرض المحددة للمستشفى المنتظر وعدد القرى الكبير الذي سيخدمها. من هنا يقول علي أحمد حامد الغامدي -وهو ممن قاد عملية التحرك تجاه الطلب لوزارة الصحة بتحويل المركز الصحي إلى مستشفى- إن الوضع الصحي الذي تعيشه قرى الباحة يتطلب توفير إمكانات أعلى، فالحاجة إلى تخصصات في المركز الوحيد باتت ملحة مثل التي تقدم للمواطن طبيبة نساء وولادة، كما أن العمل في قسم الطوارئ يحتاج إلى تفعيل، كي يعمل على مدى ال 27 ساعة «موقع فرعة غامد الزناد يتطلب دعما أكبر، فالناس في تزايد وعلى الأخص أثناء الإجازات الرسمية». بينما يرى (الستيني) علي أحمد محمد، أن ازدياد الحالات المرضية بين الأطفال والنساء الحوامل، إضافة إلى وجود المقيمين يتطلب تحويل المركز الصحي إلى مستشفى «نتطلع إلى الإسراع بتوسعة خدمات المركز، حيث إن أقرب مستشفى يبعد 50 كم في مدينة المخواة، والأمر شاق كون الطرق جبلية ومتعرجة». وحول وعورة الطرق ودورها في تأخير الاستفادة من الخدمات الصحية القريبة من غامد الزناد، يرى محمد علي أن العقبات الشاهقة تؤدي إلى تأخير عملية نقل المرضى إلى المستشفى القريب، وقد توفي الكثير من الأهالي نتيجة إصابتهم بلدغ الثعابين، وتجرعت النساء الحوامل المرارة اثناء عملية النقل عبر ترك الطرقات الوعرة. وهنا يبرهن علي بن حسن الغامدي على كلام سابقه «زوجتي توفيت قبل وصولها للمستشفى وهي حامل، وأقول حسبي الله ونعم الوكيل». وحول البدائل لمركز صحي غامد الزناد يقول الرجل ذاته «تم تخطيط أرض بقرية آل بجاد في غامد الزناد لإنشاء مستشفى حكومي للأهالي، لكن المواعيد طالت من المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الباحة. بينما أكد محسن بن محمد وجابر بن صالح وسالم بن إبراهيم، أن الطبيب والممرضة المناوبين في المركز لا يباليان بحال المرضى في الليل «علينا أن نوقظهما من نومهما في السكن الخاص بهما حينما يتعرض أي من الأهالي للدغات الثعابين». من جهته، أوضح مدير عام الشؤون الصحية في منطقة الباحة الدكتور عبدالحميد سفر الغامدي أن مبنى مركز صحي غامد الزناد قد تم ترميمه حديثا ويعد مكتمل الخدمات والتجهيزات الآن، وهو يعمل على فترتين بمجموع كادر يبلغ 29 شخصا هم؛ 3 أطباء وطبيبة نساء وطبيب أسنان و7 رجال تمريض؛ يقوم أحدهم بأعمال المراقب الصحي، و5 ممرضات وفنيا إشاعة وفني صيدلة وفني مختبر وكاتبان وسائقون وأربعة عمال ومستخدمون، ويخدم مجموع السكان البالغ عددهم 7660 نسمة، وهنالك فريق طوارئ يتكون من طبيب وممرضة وسائق تحت الاستدعاء على مدار الساعة؛ للنظر في أية حالة إسعاف ويتم استدعاؤهم بسهولة من خلال الحارس، كما نؤكد على توفر العلاجات والأمصال ضد لدغة العقارب والثعابين. وأضاف الدكتور الغامدي «أود التنويه بأن صحة الباحة بصدد استحداث مركز صحي آخر في قرية (نصبة) لخدمة مواطنيها وتخفيف الضغط عن مركز صحي غامد الزناد، فيما يتم في الوقت نفسه اتخاذ إجراءات دعم المركز الصحي بصفه مستمرة وفقا للحاجة».