نتوقع في الغالب أن يكون الأشخاص الذين نتعامل معهم على قدر من الخلق والفضيلة والأدب، كل هذه الصفات يمليها علينا ديننا الذي اعتنى بالتعامل الإنساني أيما اعتناء، فيبتدؤك البعض بالترحاب وزيف المشاعر، لأنه في مرحلة وضع الطعم ونصب الشباك، حتى صدى هاتفه الجوال يدعو للخير والفضيلة والمروءة، وحينما تتعمق في التعامل المتبادل تكتشف وجها آخر غير الذي كان، كما تلمح عيناك ألوان الخداع والتحايل ونظرات العيون المقنعة بالنفاق والمؤطرة بالخيانة، فتكبت شعورك لعلك مرتابا، فربما الأمر عكس ما يقلقك فلا تلبث إلا أن تكتشف المكر العملي وسوء الطوية فتأخذك ردة فعل طبيعية، فيقابل ذلك بأكثر مما يمكن أن يخطر لك على بال، مصحوبا بارتفاع الصوت والتقريع والتأنيب القاسي لدرجة شعورك بالذنب في حق الآخر، ويبرر ذلك بالمستندات والبراهين المدروسة مسبقا. يا من تتخذ من النفاق طريقا وتقتات على فتات الغش والاحتيال إلى أين وإلى متى؟. سعد بن محمد