عرفنا هشاشة البنى التحتية لجامعة الملك عبد العزيز في مواجهة السيل الصغير الذي كان وقعه كبيرا على بعض الأحياء الهاوية في جدة العامرة!! فكان الخبر مصيبة!! لكننا لم نعرف هشاشة السلوكيات الإنسانية لبعض مسؤوليها إلا من خلال مبادرة الدكتور هيثم الزكائي إلى طرد ضيفه في الحفل المقام مدير تحرير صحيفة عكاظ!! فكانت المصيبة أعظم!! يعني ما كان يكفي الجامعة «العريقة» سوء واحد حتى يجتمع عليها سوءان عظيمان!!! وما كان يكفيها الخلل الإداري حتى ينضم إليه خلل إنساني!! أم هي المصائب لا تأتي فرادى!! أم هي الحقيقة أن لا يسكت على خلل إلا مختل!!! والله إنه عجيب العجاب! مدير علاقات عامة في جامعة «محترمة» كما هو مفترض يطبق مفهومه للعلاقات العامة في الطرد والإقصاء والتهويش والتحقير، ماذا هو فاعل لو كان مديرا بحق وحقيق في وظيفة أخرى غير العلاقات العامة وله صلاحيات القبول والرفض والتعيين والطرد! إذا كان وهو مسؤول علاقات عامة مارسها بما ينقضها ويناقضها وسار عكس اتجاهها ماذا سيفعل بالناس لو كان مديرا لإدارة غير العلاقات العامة! كيف يفسر الأكاديمي المتعلم الدكتور هيثم مفهومه للعلاقات العامة؟! إذا كانت معالجته للمواقف تتم بطريقة الطرد والإبعاد وتحقير الناس!! هل هذا هو حدود علمه! وهل هذا انتفاعه بشهادته.. وهل هذه هي متطلبات وظيفته!! عيب في حق الجامعة أن يحتاج بعض معلميها إلى تعليم.. وأن يحتاج بعض موظفيها إلى توعية وترشيد في السلوك الإنساني الرشيد!! وسؤالي لسعادة الدكتور هيثم: إذا لم تكن وظيفته في الجامعة كمدير للعلاقات العامة قائمة على أسس ونظم أخلاقية وإنسانية راقية على ماذا تقوم؟! على العصبية والارتجال والتهويش والعلاقات الشخصية والمفاهيم غير الإنسانية!! هذه مصيبة بعض المتصدرين للعلاقات العامة يتصورون أنهم ملكوا الجهاز الذي يعملون في ظله وتحت اسمه فلا يكفيهم تشويه صورته أمام الملأ بل ويزيدون على ذلك الإساءة للآخرين وكأنهم هم (فوق) وكل البقية (تحت).. أو كأنهم الآمر الناهي في المكان الذي يعملون فيه.. يطردون هذا ويدعون ذاك ويتصرفون بضخامة يعطونها لأنفسهم وكأنهم وحدهم (الكبار) وغيرهم (صغار) وكأنهم دائما على حق وغيرهم دائما على خطأ!! وحدهم الأفيال في الغابة وما عداهم (نمل)!! ومؤسف أن يتحول الصرح الجامعي بإرادة موظف علاقات عامة برتبة مدير إلى غابة!! تسألونني لماذا طرده؟ لماذا طرد مدير العلاقات العامة بجامعة الملك عبد العزيز مدير تحرير «عكاظ»؟! والله، إني مثلكم اعتقدت أن الزميل مدير التحرير أتى منكرا أو فعل فعلة لا يستحق عليها غير الطرد والإبعاد أو قل أدبه أو تحرش بأحد قلت في قرارة نفسي هذه الكبيرة لا تأتي إلا بعد فعل كبير!! فماذا فعل الزميل.. وكان البحث عن السبب صاعقة! فكل ما فعله الزميل أنه حضر حفل الجامعة ينوب عن رئيس التحرير فقال له مدير العلاقات العامة: اخرج ودع رئيس التحرير يجيء بنفسه!!! يا سلام... ولو كان رئيس التحرير غائبا، هل يجب أن تغيب الصحيفة كلها! وقبل أن يعلم الناس عليه أن يتعلم أن الأشخاص ليسوا أهم من الكيانات والصحيفة كيان وليست شخصا!! وكذلك الجامعة. وكلمة أخيرة: تعليم بلا أخلاق لا قيمة له للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة