بقي إرث الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لغزا يحير تل أبيب، إذ قال موقع «تيك ديبكا» التابع للاستخبارات الإسرائيلية، إن أرشيف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يعتبر «قنبلة موقوتة»، نظرا لما يحتويه من أسرار، جمعها أبو عمار خلال 40 عاما. ووصف الموقع ياسر عرفات بأنه هو الذي أحيا الهوية الوطنية الفلسطينية وأخرجها من بين ركام النكبة والنكسة وخلافها من الأزمات والحروب، وادعى الموقع المذكور أن ياسر عرفات أحد تلامذة الزعيم الروماني، السابق شاوشيسكو، ورئيس جهازه السري «غنال ايرن فافتشيه» في مجال المخابرات، خاصة وأن الشخصيتين المذكورتين، نالتا ثقة عرفات المطلقة. وقال الموقع إن عرفات تعلم من شاوشيسكو وجهازه الأمني، مبدأ استخباراتيا مهما، مفاده أن جمع معلومات استخبارية عن الشخصيات العالمية وحياتهم الشخصية يشكل قوة إستراتيجية، وأنه بناء عليه عملت المخابرات الفلسطينية وبمختلف أشكالها منذ تأسيسها 1966 على جمع معلومات استخبارية، وشخصية عن رؤساء الدول العربية والإسلامية، ورجال السياسة والاقتصاد ،والجيش والعلوم في هذه الدول. وأشار الموقع إلى أن عرفات وحتى بعد اتفاقيات أوسلو قرر ترك الأرشيف الخطير في تونس خشية قيام إسرائيل بالسيطرة عليه. وقال الموقع الاستخباري الإسرائيلي، إن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمر أجهزته الأمنية السرية السيطرة على الأرشيف. وأضاف الموقع أنه خلال شهر ديسمبر الماضي أجرى الرئيس محمود عباس عدة اتصالات مع الرئيس التونسي في محاولة لإقناعه بالموافقة على نقل الأرشيف من تونس العاصمة إلى رام الله لكن التبريرات التي ساقها أبو مازن مثل قوله بأن الأمر يتعلق بتراث تاريخي فلسطيني يؤسس للاستقلال الفلسطيني لم تقنع زين العابدين، وقال إنه لن يسلمه سوى لزوجة عرفات السيدة سهى الطويل. وقال الموقع إن الرئيس التونسي يعرف جيدا ما يتحدث عنه حين طرح اسم زوجة عرفات فهو يعلم بأن الرئيس عباس اتفق وسهى عرفات عام 2005 بعد عام واحد من وفاة الزعيم الفلسطيني على منحها 80 مليون دولار سنويا مشروطة بأمرين هامين الأول عدم إفصاحها عن أية أسرار تتعلق بحياتها مع ياسر عرفات، فيما يتمثل الشرط الثاني بموافقتها على العيش في المنفى الدائم في جزيرة مالطا، حيث تمتنع عن مغادرتها وهذا ما وقعت عليه سهى عرفات، وبمعنى آخر فإن سهى عرفات لا تستطيع الحضور إلى تونس لاستلام الأرشيف لأنها بهذا تكون قد أخلت بشرط المنفى المنصوص عليه في الاتفاق الموقع مع الرئيس عباس ما يعني حرمانها من المبلغ المذكور. وقال الموقع إن أبو مازن أرسل وفدا إلى تونس، حيث التقى الرئيس التونسي، واقترح حلا وسطا يتمثل في تصوير الأرشيف مع احتفاظ تونس بالنسخة الأصلية، غير أن الرئيس التونسي رفض هذا المقترح.