الحياة تعلمنا الأمل في ظل الألم.. الحياة تنقلنا من وحل التجربة إلى بستان الحكمة.. وها هنا تأكيد على أن مدرسة النقد جزء أساسي من مشهد عام يرنو للإصلاح والتطور وأن عين النقد ينبغي أن تكون عينا أمينة شفافة وأي تجاوزات تقع في طريق المشروع النقدي لا ينبغي التحسس منه بل يلزمنا الترفع فوق سقطاته والبحث عن مواطن عملية لتحقيق ايجابياته. حالة جديدة يعيشها المجتمع السعودي.. وثقافة بدأت تنتشر.. وحوارات بدأت ترصدها وسائل الإعلام.. وإنضاج فكري حقوقي بدأ يتطلع إليه المثقفون.. والأهم هدوء في التعاطي مع المختلف رأيناه في اتساع صدر الجميع لكل أنواع الأسئلة والاتهامات.. المسؤول يتقبل النقد ويرد، والمثقفون ونخب المجتمع يتفاعلون مع حاجات الناس.. مجتمعنا يتقدم ينمو ينهض.. يقترب من حاجات أبنائه والحفاظ على هذه النفس في تعاطينا مع مشاكلنا الداخلية دون الحاجة إلى ذر الرماد حولها ستفتح باباً أكبر للتطور والمنافسة والتقدم مع مجتمعات إنسانية تعيش حالة النقد الإيجابي الداخلي وترتقي بمقدار ما تتعاطى بشفافية مع همومها واهتمامات وطنها.. الخطاب الملكي الشهير بمحاسبة المفسدين أيا كان منصبهم والحق في مساءلتهم هو قصر شامخ من الإصلاح يبنى في هذا العهد المبارك وهي روح جميلة تسري في جسد الوطن فتحيل مواطن الإخفاق إلى حالة نجاح تنعم بها الأجيال القادمة.. بقي على المواطن الناقم أن يتعالى على حالة الكسل العملي ليقدم في نقده لأي فكرة أو مشروع رؤيته العملية للحل وقبل ذلك أن لا يتحول نقده إلى حالة لفظية صارخة فالنقد مشاركة عملية في الإنجاز، وهي دعوة لي أنا ولك أنت لنمد أيدينا ونشارك في نهضته عملياً بمشاركتنا في تطوره وبنقدنا لما نراه إيجابياً ليعلو البناء الكبير للوطن ولأكون أنا وأنت.