اعتبر تقرير صادر عن مركز رؤية للدراسات الاجتماعية المودة المتبادلة والتكافؤ من العوامل المهمة في التوافق الزواجي، مشيرا إلى أنه في حال افتقاد المرأة الدعم العاطفي والتكافؤ تصبح عرضة للاضطرابات، وعلى رأسها الاكتئاب؛ لأنها أكثر مواجهة للضغوط وسعادتها تتأثر كثيرا بالعلاقة الداخلية أكثر من الرجال الذين تتأثر سعادتهم بنواح غير أسرية في الغالب. واعتمد التقرير على رسالة دكتوراة بعنوان «التوافق الزواجي وعلاقته بالاكتئاب لدى النساء» للباحثة أسماء بنت عبد العزيز بن محمد الحسين، والتي سوف يصدر المركز ملخصها قريبا ضمن سلسلة ملخصات الرسائل الجامعية المختارة. وأظهرت نتائج الدراسة حالة عدم التوافق الزواجي للنساء مع العمل، نتيجة لصراع الأدوار لدى الزوجات وتعدد المهمات والمسؤوليات، مع عدم وجود داعم نفسي لها من قبل الزوج خاصة، وكذلك تداخل أدوار الزوجين وعدم تحديدها، وتعريضها أسرتها للإهمال، وفي الوقت نفسه تجد المرأة في عملها متنفسا يخفف عنها ضغوط المسؤولية الأسرية أو الإحساس بالتقصير تجاه أفراد أسرتها، أو تعويضها عن ذلك، كما أن الزوجة العاملة تشعر بتقديرها لذاتها كون عملها له أهمية مادية واجتماعية. وأوصت الدراسة بإنشاء مراكز للتوجيه والإرشاد الزواجي والأسري، وتفعيل دورها في المجتمع المحلي، والاهتمام بتدريس مواد في مجال الأسرة والزواج في الصفوف العليا من المرحلة الثانوية وفي الجامعات والطالبات على السواء وفق أسس علمية شرعية ونفسية واجتماعية، مطالبة بتناول موضوعات التوافق الزواجي وحقوق الزوجين وأهمية الزواج على المنابر وفي الخطب في المساجد والمناسبات المختلفة، والعناية بأساليب التربية والتنشئة الاجتماعية السليمة للأبناء والبنات وتوضيح حقوق كل منهما، خاصة عند سن النضج وفق الكتاب والسنة. وترى الباحثة أن التوافق الزواجي يعني الحالة التي يخبر فيها كل طرف من الزوجين التكافؤ «الديني، الأخلاقي، الاجتماعي، العمري، الصحي، والثقافي»، الشعور بالكفاية (الجدارة)، القناعة، الرضا عن العلاقة الزوجية، الشعور بالسكن «الجسدي، النفسي، والمادي»، الانتماء العاطفي، المودة المتبادلة، الرحمة المتبادلة، التقدير المتبادل، الاتجاهات الواقعية نحو الزواج، الفهم المتبادل للواجبات والمسؤوليات، التعاون في حل المشكلات الحيوية والزوجية بالطرق السليمة والمناسبة، احتواء الأزمات الطارئة والسيطرة عليها، الثقة المتبادلة، التوافق بين الأهداف، تقارب الاتجاهات والقيم والأفكار والميول، الجاذبية المتبادلة، وفهم الآخر وتقبله كما هو عليه، واحترامه، والاهتمام براحته، التضحية في سبيل استمرارية الزواج، وخشية الله تعالى في التعامل.