ليس بالنجاح وحده يرقى الإنسان، وليس بالنجاح وحده تستثمر العقول، تلك هي الحقيقة الكامنة التي يجب أن تكون محل دراسة الكثير من الباحثين، إن الفكر المعاصر للفشل يشير إلى أنه بداية حقيقية لارتفاع أسهم حالات النجاح للإنسان، كل منا يخطئ ويصيب، ولكن ليس كل منا يحاول التحدي، إن التكيف مع علامات الفشل التي تظهر نتيجة لظروف مادية ونفسية واجتماعية وأحيانا ضغوط وظيفية يجب أن تكون لها نظرة إيجابية من الفرد والمجتمع ككل، التخلي عن خطوات الفشل تقود الفرد إلى ما هو أبعد من النجاح. يقول توماس أديسون الذي سجل أكثر من 1090 براءة اختراع: «كثير من إخفاقات الحياة هي لأناس لم يدركوا كم كانوا قريبين من بلوغ النجاح». ومنذ هذا اليوم أيقنت أن الفشل هو نعمة، وحالة إذا لم تمر بها لا يمكن أن تنجح وتكتشف نفسك. ولكن كيف نربط الفشل بالنجاح وكيف نربط الفشل بالإبداع ؟ وهل لكل منهما علاقة في التوصل إلى تحقيق النجاح ؟ وإلى جانب التجربة الشخصية في الأهمية، فإن الاقتداء بمثل أعلى قد أبحر بين أمواج الحياة، ولديه خارطة جيدة يمكن أن تسير على هداها. يمكن أن يكون قدوة لك في الأمور الحياتية وفي العلاقات الإنسانية مع الآخرين، وقدوة فيما يتعلق بصحتك وفيما يتعلق بمهنتك أو عملك، أو قدوة لأية سمة من السمات التي تريد أن تتعلم كيف تتقنها في حياتك، إن استثمار الفشل من مزايا العقل البشري الناضج الذي كرمه المولى عزوجل على سائر خلقه، والتكيف والوقوف على الأخطاء يساعدك على التأمل والتدبر لكثير من الأمور في تجاربك القادمة.. حقا.. لو كنت قاضيا لحكمت ببراءة الفشل، فعلى الإنسان أن يؤمن بأن الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء، وأن يضع حدا لصفحته المليئة بالإحباط، وأن يضع نقطة لحياته الرتيبة في صفحة هو كاتبها، وأن يمتلك من الجرأة أن يبدأ سطرا جديدا في نفس الصفحة، وأن يؤمن تماما بقدراته التي بداخله، عليه أن يفتش داخل نفسه عن الفرصة الحقيقية التي لابد من أن ينطلق منها كالسهم الموجه للحياة، ولابد من أن يشعر الإنسان بقيمته وقدره عند المولى عزوجل قبل قيمته عند الناس أو عند نفسه، الشعور بالإحباط ليس هو الحل، إنما بالتحدي، والمواجهة هي التي تجعل منك رجلا بكل ما تحمله الكلمة من معان نبيلة، تخلق منك بطلا تفخر به أمام نفسك أولا، تسمو بك رائدا في عالم التجارب، وإياك من التقليل في حق فرصتك حتى ولو كانت صغيرة، فكل شيء يولد صغيرا، ينمو وينضج ولكن ضمن منظومة علمية لها خطوات ثابتة ومدروسة يصعب تجاهلها، وكذلك الفرص كلما كانت صغير ة وناجحة جاءت تلاحقها من بعيد الفرص الكبيرة، وتباغتك بالنجاح. مواجهة الإحباط ومحاربة التجمد الذهني والعدائية والإهمال الناجم عن المحاولات الفاشلة تعتبر قوة كامنة في داخلك متى استخدمت بشكل صحيح ومدروس.. فهنيئا لك بقوة عقلك وفكرك، وقوة إيمانك بقدراتك، وقوة إصرارك على تحدي الصعاب، لكي تصل إلى بر الأمان في عصر يسوده الأمان الفكري المعاصر الذي لا يعرف معني كلمة إحباط ويؤمن تماما بأهمية استثمار الفشل. محمد دهشان يونس