البيروقراطيون هم أكثر الناس تطبيقا للنظام وأقلهم إدراكا بمقاصده، فهم أشبه ما يكونون بالأمين الذي قادته شدة حرصه على الأمانة إلى التفريط بها. إن لهذا الفصيل من البشر كيمياء نفسية غريبة عجيبة، فهم شديدو الحذر من الوقوع في الخطأ وهو ما يقوده بنجاح نحو الفشل، لأنهم يعملون معصوبي البصر وبلا بصيرة يحتكمون لها، وهم وبلا أدنى شك معطلو الفكر ولا يؤمنون به، وهذا ما يحرمهم فرصة التقييم الموضوعي للأمور، فالمكان الملائم لهم ودون تردد الأرشيف، والأرشيف فقط، حتى يتعاملوا مع الورق وتكون النفس البشرية في مأمن عن أذاهم النفسي والعملي. الحضور والانصراف من قدسيات العمل لديهم، وهي أهم من الإنتاجية لديهم، وإن أنتجوا فإنتاجيتهم كمية لا نوعية، وأما الإبداع فمن الكفريات لأنه بحسب عقليتهم فإنه يقود إلى تمرد على القيم التي عملوا بها أول يوم في حياتهم العملية أو تلك التي ورثوها كابرا عن كابر من قدوة بيروقراطية أدهى وأعظم. ولاء العمل لديهم أهم من الولاء للمنظمة وزملائهم في حكم الأجير الذي عليه الطاعة العمياء، ومن لا يوليهم تلك الطاعة، فهو مرتد ولا يهتم بمصلحة العمل ومصيره أن يعيش أبد الدهر على نفس الدرجة الوظيفية وترقيته على جثة البيروقراطي. هؤلاء البيروقراطيون ضعيفون في إدارة المخاطر، ويميلون دائما إلى تقديم زملائهم كحطب عند وقوع أصغر المشكلات الإدارية لذلك ولاء موظفيهم لهم شكلي وليس عمليا، وزملاؤهم الذين يعملون معهم محبطون لأنهم هم الموظفون والمديرون وقت الحساب العسير، وهم الجنود المجهولون عند تحقيق الإنجازات. يشعر البيروقراطيون أن الجميع أعداؤهم، ويغرقون في الخوض في تفاصيل التفاصيل، ويجف الدم في عروقهم عند الطلب منهم اتخاذ القرارات، مما يجعلهم قصيري مدى، وموظفوهم عبارة عن آلات كاتبه، وبعد كل شيء يشعرون بأن موظفيهم سيؤون جدا ولا يمكن الاعتماد عليهم، وأن عقليتهم فذة ومتفتحة ولا تصلح إلى للعمل مع الأمم المتقدمة. عند حدوث إدارة التغيير فهم الصيد الثمين، لأنهم كالمومياءات جسد غير قابل للتطور، ويرون أن العمل بمعطيات الماضي أثمن وأنجح من التقدم، لذلك فأحلامهم صغيرة، والتفكير يرهقهم، والمخصصات التي توفر لهم لا فائدة منها، لأنها تصرف على كل شيء يدركونه، وهذا يعني أنها لن تصرف على أي عمل مفيد، وحججهم في العمل لا تنتهي والحل للتنمية هو التأكد من خلو المناصب القيادية من أشباههم حتى لا تتعطل التنمية.. البيروقراطيون ذوو رؤى عملية محدودة، وهم محررو خطابات من الطراز الأول، والتعاون مع زملائهم الذين رسمهم الهيكل الإداري خارج حدود الإدارة من الموبقات،لأنهم ينظرون إليهم كمنافسين وليسوا كشركاء وفي نفس القارب يسيرون للمستقبل. بعد كل ماسبق فقواعد التعامل معهم وبباسطة متناهية إما العمل بتلك المبادئ أو القنوت بأن يكفيك الله شر العمل معهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة