الشاب محمد ب، يقول إنه مقعد، لكنه يحمد الله أنه ينتمي إلى أسرة واعية ومحبة، قدمت له كل الدعم الذي يحتاجه إلى أن أنهى دراسته الجامعية في مجال علوم الحاسب الآلي، وهو الآن يعمل في شركة كبرى ويجد نفسه متمكنا من أداء عمله غير مقصر فيه، بعد أن وفق إلى اختيار التخصص الدراسي الذي يناسبه والعمل الذي لا يحتاج إلى حركة كثيرة وتنقل. ومحمد يقول لأنه واحد من ذوي الاحتياجات الخاصة فإنه يشعر أكثر من غيره بمعاناة هذه الفئة، ويدرك مدى صعوبة تأقلم أفرادها مع المجتمع ومن ذلك صعوبة تأهيل المعاق دراسيا وتعذر إيجاد عمل يلائم حالته الصحية، لهذا فإنه سعد كثيرا حين قرأ في بعض الصحف إعلانا عن وجود وظائف لذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أنه بقدر ما أسعده ذلك، شعر بخيبة أمل حين وجد الإعلان يشترط أن يكون سن المعاق لا يزيد عن الثلاثين! فهذا الشرط يغلق الأبواب أمام كثير من الشباب المعاقين الباحثين عن العمل، وفي رأي محمد أن الأعمال المتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة محدودة وأن الشباب الأكبر سنا هم في حاجة إلى العمل ربما أكثر من الأصغر الذين قد يكونون ما زالوا على مقاعد الدراسة، فلم يوضع هذا الشرط؟ وما الفرق بين من سنه 25 أو 35 مثلا؟ ما نوع العمل الذي لا يمكن لمن تجاوز الثلاثين القيام به؟ ويختم هذا القارئ حديثه بقوله: «لا تضيقوا الدروب ولا تغلقوا النوافذ ودعوا المعاقين يشاركونكم الحياة». حديث هذا الرجل يثير قضية مهمة في المجتمع وهي أن فئة المعاقين لم تجد إلى الآن من يرعى مصالحها في الجوانب المختلفة، بما في ذلك مسألة توفير عمل للراغبين في ذلك من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما يجعل الحاجة إلى تأسيس جمعية خاصة بهم تعنى بشؤونهم، حاجة ماسة وملحة، فجمعية المعاقين الحالية، تنحصر أهدافها في تقديم رعاية صحية وتعليمية لشديدي الإعاقة كي يصيروا قادرين على التعامل مع إعاقاتهم والتعايش معها بشكل أفضل، هي لا تشمل في خدماتها جميع فئات المعاقين، كما أن الخدمات التي تقدمها محصورة في الجانب الصحي والتعليمي فقط لكن المعاقين في حاجة إلى خدمات أخرى، هم في حاجة إلى من يسلط الضوء على مشكلاتهم، ويعنى بمتابعة احتياجاتهم ليمدهم بالمساعدة والدعم في أشكال متعددة وصور متنوعة، وهذا ما يجعلهم في حاجة إلى جمعية من نوع آخر، جمعية ترعى أوضاعهم في المجتمع، وتكون الصوت الممثل لهم فتلسلط الضوء على كل ما يخدم مصالحهم ويمكنهم من العيش في راحة، هم في حاجة إلى من يرشدهم إلى معرفة أنواع التعليم المتاحة واختيار التعليم الأكثر ملاءمة لنوع إعاقاتهم، وفي حاجة إلى من يعينهم على الالتحاق بعمل يستطيعون أداءه بنجاح، وفي حاجة إلى من يحل لهم مشكلة العثور على شريك حياة مناسب، ففي بعض الحالات تكون الإعاقة أحيانا حائلا، فتقوم الجمعية بتيسير ذلك. وما دام أنه في الآونة الأخيرة بدأت تتكاثر جمعيات المجتمع المدني مثل جمعية المتقاعدين وهيئة الصحفيين وجمعية حقوق الإنسان وجمعية مودة وأمثالها، وهي جمعيات تهدف إلى مساعدة المنتمين إليها وحل مشكلاتهم والوقوف إلى جانبهم وقت الحاجة فلم لا يكون للمعاقين جمعية من هذا النوع لينتمي إليها المعاق وتكون الممثلة لقضاياها المدافعة عن مصالحه! فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة