قاد قرار تحديد أرض من أجل بناء مركز صحي في بلدة الحمران في محافظة بلجرشي إلى إرباك شديد للأهالي المستفيدين بشكل مباشر من خدمات المركز الصحية، فالقرار الهندسي حدد منطقة منخفضة لإقامة المركز عليها يؤكد الأهالي بأنها مجرى لواد يعبر البلدة وسار في قراره حتى أصبح المركز، مشيدا بطريقة ظهرت معها صوابية الأهالي، إذ ما إن تمر بالقرب من المركز على الشارع المحاذي له حتى تضطر إلى النظر إلى الأسفل كي تشاهد المركز المنخفض، علاوة على أن المركز تعتليه تبة جبلية تنحدر منها مياه الأمطار مما يجعله عرضة لمهاجمة السيول وإغراق ما بداخله من محتويات وأثاث، كل ذلك وهو يفتقر إلى قنوات تصريف. وأمام ذلك تتمسك الشؤون الصحية في الباحة بموقفها وتؤكد أنه جرى معالجة الموقف وأنشئت قنوات تصريف لمركز صحي الحمران، ويشير عدد من أبناء الحمران منهم عبد الله لبدان وعطية شاطي وحسين اللبدة إلى أن المبنى لن يصمد كثيرا وستبدأ أعمال الترميم بعد فترة وجيزة من استلامه، واستغربوا من أن يتم تشطيب المبنى من الداخل والخارج قبل الشروع في تركيب حلق الأبواب وأعمال التمديدات الكهربائية والسباكة، وقالوا «شاهدنا العمال يقومون بتكسير الجدران بعد تغطيتها بالطبقة الأسمنتية لتمديد أسلاك الكهرباء وأنابيب السباكة وكان من المفترض أن تجرى هذه الأعمال قبل التغطية الأسمنية وليس بعدها، والمركز برمته معرض لمداهمة السيول كون منسوب الشارع أعلى بكثير من أرض المركز، هذا بخلاف عدم وجود قنوات لتصريف مياه الأمطار لفناء المركز أو لمولد الطاقة الكهربائية المجاور للفناء الخارجي، ما يشكل خطرا كبيرا على المركز ويتنافى مع قول الصحة من أنه جرى معالجة تصريف مياه الأمطار».وقال أهالي بلدة الحمران إن أساس المشكلة يكمن في أن وزارة الصحة توقع عقودا مع مؤسسات كبرى لإنشاء مراكز صحية في مختلف مناطق المملكة «غير أن تلك المؤسسات تأخذ نصيبا وافرا من قيمة العقد وتسلمه لمؤسسة أخرى أقل مستوى، تقوم بتسليم العقد لمقاول آخر إلى أن تصل قيمة تنفيذ المشروع إلى أقل من نصف مليون في حين قيمته الفعلية تتجاوز الثلاثة أضعاف، مما يجعل العمل عشوائيا لا سيما أن الإشراف والمتابعة تكون عن طريق الوزارة وليس عن طريق قسم المشاريع في الشؤون الصحية». من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في صحة الباحة ماجد الشطي أن أعمال اللياسة والتمديدات الكهربائية تنفذ طبقا للمخططات المعتمدة من قبل الاستشاري ووزارة الصحة، لافتا إلى أنه قد يحدث أي تعديل بعد القيام بأعمال اللياسة «وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الأعمال». وفيما يتعلق بارتفاع منسوب الشارع عن أرض المركز أبان الشطي أنه جرى مسبقا معالجة صرف مياه الأمطار حتى لا تتجمع داخل فناء المركز. وعن التشققات التي ظهرت على جميع أجزاء المبنى، قال الناطق الإعلامي باسم صحة الشؤون الصحية في الباحة «لم يتم الانتهاء بعد من أعمال اللياسة بالموقع ولن يتم استلام المبنى من قبل جهاز الإشراف حتى يتم التأكد من أنه طبقت المواصفات الفنية المطلوبة المنصوص عليها في العقد مع المقاول».