أعدت مؤسسة التراث برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، دراسة توثيقية علمية لمعلمين تاريخيين في محافظة الأحساء، هما مدرسة الهفوف الابتدائية التي أسسها الملك عبدالعزيز، ومسجد جواثا الأثري الذي شيد قبل 600 سنة. فقد أجرت مؤسسة التراث رفع مساحي لمبنى مدرسة الهفوف الابتدائية التاريخية، التي تأسست بأمر من الملك عبدالعزيز، رحمه الله، عام 1349ه كأول مدرسة ابتدائية حكومية يتم تأسيسها في مقاطعة الأحساء، واكتمل تشييدها عام 1360ه في موقع يطل على سوق الأحساء القديم وسط مدينة الهفوف. وحددت الدراسة، الأسس العلمية لإعادة تأهيل المدرسة، والأسلوب الأمثل لترميمها من الجوانب الإنشائية، وطرق معالجة العيوب والانهيارات في المبنى، ليستعيد تصميمه الأصلي الذي كان عليه عند بنائه وفقاً للصور القديمة للمبنى. كما شملت أعمال ترميم المبنى، الدور الأرضي للمدرسة، بعد إزالة المخلفات من المبنى، وإعادة بناء الجدران، والأسقف المنهارة، وترميم الأعمال الخشبية، وتركيب أرضيات جديدة، وإعادة بناء بوابة المدخل حسب التصميم الأصلي، وإعادة بناء الدور الأول، وبناء غرفتين بالباحة الخارجية للمبنى، وأعمال تبليط ولياسة الساحة الخارجية، مع الأعمال الكهربائية من إنارة ومخارج قوى، وتكييف هواء، وأعمال صحية، وتصريف لمياه الأمطار. وقد تكفل صاحب السمو الملكي سلطان بن سلمان، بتحمل تكاليف الدراسات الفنية للمشروع على نفقته الخاصة، انطلاقاً من اهتمامه الشخصي بالحفاظ على هذه المعالم التي تحتل حيزاً مهماً من ذاكرة الوطن التاريخية، ولتستعيد المدرسة دورها كمركز تربوي تاريخي حضاري في المنطقة. كما أعدت مؤسسة التراث، دراسة معمارية تاريخية مماثلة لمسجد جُواثا بالأحساء، والذي يقع في مدينة جُواثا أو (جواثى) التي تضم رفاة عدد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، رضوان الله عليهم، الذين استشهدوا في حروب الردة. ويعد هذا المسجد أبرز معالم هذه المدينة، والذي يرجع تاريخ تشييده لأول مرة، إلى عام 840 للهجرة، وورد أنه جرى ترميمه عام 1210ه. ويتكون المسجد من بقايا عقود، تشكل رواقًا، حوله دكة مبنية من الطابوق والأسمنت، ودكة خارجية تشكل فناءً للمسجد، يحيط بها سور عال. وقد أجرت مؤسسة التراث، دراسة توثيقية لتحديد نوعية الأسقف المستخدمة في البناء الأصلي للمسجد، وإعادة تصميم الأبواب والنوافذ، تمهيدا للبدء في أعمال إعادة الترميم والتأهيل، والذي شمل إعادة بناء الأجزاء المنهارة من المسجد، ليستعيد إلى جانب وظيفته الرئيسية، مكانته التاريخية التي تمتد لنحو ستة قرون.