بحث وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير أمس في باريس مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل، آخر ما توصلت إليه واشنطن في مساعيها لحمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة. وسيزور المبعوث الأمريكي بعد باريس بروكسل للاجتماع مع مسؤولين أوروبيين وأعضاء من اللجنة الرباعية التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة. وتأتي جولة ميتشل في إطار مسعى لكسب التأييد الأوروبي للخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط باتجاه استئناف العملية السلمية. وأطلع كوشنير من ميتشل على نقاط الخطة التي تقترحها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإطلاق التفاوض وإنهائه خلال سنتين بقيام دولة فلسطينية، كما أعلن ميتشل نفسه عشية جولته عندما تحدث أيضاً عن إمكانية التحرك على المسار السوري الإسرائيلي بموازاة الفلسطيني. وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية، إن باريس ترحب بالتحرك الأمريكي الجديد دون الإفراط في التفاؤل، وتضع المصادر تحركات واشنطن في خانة «استعادة زمام المبادرة»، التي خرجت من يد الإدارة الأمريكية منذ أشهر بسبب «خطأ» رفع شعار التجميد التام للاستيطان الذي اضطرت إدارة أوباما للتخلي عنه أمام نتنياهو، وفق التحليل السائد في باريس. وقالت المصادر، إن الدبلوماسية الفرنسية تعلن اليوم أنها «تؤيد دون تحفظ» جهود واشنطن وتؤيد أيضاً أي تحرك آخر مثل المصري، من باب أنه «في الحركة بركة» وأن حالة الجمود الراهنة خطرة وقد تخصب بذور انتفاضة جديدة في القدس بشكل خاص. وأوضحت المصادر، أن فرص نجاح أي تحرك اليوم ضئيلة في ظل تباعد المواقف بين طرفي النزاع، وقالت إن باريس تفضل الحركة على أن يبقى الوضع كما هو بين الفلسطينيين والإسرائيليين.