حذر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا من أن ما يجري من "تحريض" ضد المسلمين في سويسرا من خلال الاستفتاء على حظر بناء المآذن في المساجد سيضر بصورة سويسرا كبلد حاضن للتسامح والديمقراطية أمام العالم أجمع، لافتا إلى أن هذا الاستفتاء إنما هو مجرد بداية لأجندة "يقودها متطرفون يهدفون لمحو الوجود الإسلامي بالبلاد". جاء ذلك في بيان أصدره اتحاد المنظمات دعا فيه مكونات المجتمع السويسري كافة إلى "وقفة شجاعة لقطع الطريق أمام مناهضي الحرية الدينية وقيم الوفاق في سويسرا"، الذين يقودون حملة تعبئة لتشجيع السويسريين على التصويت بنعم في استفتاء شعبي مقرر يوم 29 نوفمبر الجاري يطالب بحظر المآذن؛ استجابة لاقتراح قدمه حزب الشعب السويسري (يمين متشدد)، والاتحاد الديمقراطي الفيدرالي (حزب مسيحي صغير)، في إطار ما وصفوه ب"مكافحة الأسلمة الزاحفة". وقال الدكتور هشام أبو ميزر، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في سويسرا نحن ندافع عن هويتنا الإسلامية التي تمثل المآذن جزءا منها.. فمبادرة حظر المآذن في حقيقة الأمر تستهدف في مرحلة تالية حظر المساجد وتقليص الوجود الإسلامي في سويسرا".. من جهة ثانية وعلى الرغم من الطابع البلقاني العام الغالب على الأقلية المسلمة السويسرية فإن أصوات الغالبية البلقانية ظلت خافتة مقارنة بأصوات الجالية العربية. المئذنة والمدخل الرئيسي للجامع الكبير في ضاحية بوتي ساكوني في جنيف وتشير الإحصاءات إلى أن "غالبية مسلمي سويسرا هم أولا وقبل كل شيء أوربيون ينحدرون من بلاد البلقان". وشهد عدد مسلمي سويسرا تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة؛ فإذا كان عددهم لا يتجاوز حوالي 16 ألف سنة 1930 فإن العدد وصل إلى حوالي ثلاثة أضعاف هذا العدد في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وتذهب دراسة أخرى حول مسلمي سويسرا (دراسة مرصد الأديان) إلى أن عددهم سيصل إلى حوالي 400 ألف نسمة بحلول سنة 2010 يمثل أهل البلقان من الألبان ومسلمي جمهورية يوغسلافيا سابقا غالبيتهم فيما يمثل الأتراك حوالي 21 بالمائة. وتعد الجالية العربية التي تمثل أقلية في سويسرا مقارنة بالجالية البلقانية هي أول من أسس "العمل الدعوي" في سويسرا. وفي ما يتعلق بقضية المآذن بالذات والتي ينتظر أن يصوت عليها السويسريون يوم 29 من هذا الشهر ومن جملة العشرات من المصليات والمراكز توجد في سويسرا أربعة مساجد فقط تتوفر على مآذن وقع تأسيس آخرها في مدينة "لوزان" في نوفمبر من العام الماضي بينما تقع مئذنتين في مسجدين في كل من مدينة "جينيف" و"زيوريخ". وبنيت أول مئذنة في سويسرا والتي ترتفع على امتداد 18 متر في 22 يونيو 1963 وهي تابعة لمسجد الطائفة الأحمدية ، في الوقت الذي يعتبر فيه مسلمو سويسرا أن أول مسجد تأسس في سويسرا كان على يد سعيد رمضان سنة 1961.