أخرجت المداخلات محاضرة الدكتور مرزوق بن تنباك عن (ثقافة الانتماء الوطني) من سردها التاريخي إلى واقع معايش يطرح العديد من الأسئلة والاستفسارات. ففي الوقت الذي دعت المحاضرة لإشراك الفرد في الحياة العامة وعدم تهميشه، رأى المحاضر في رده على إحدى المداخلات، «أن الذي يجعل الرجل الغربي أفضل من الشرقي هي الثقافة التي تغذي فكره والقانون الذي يلتزم به حيث يمنحه مفهوما صحيحا لمعنى الانتماء والترابط الاجتماعي بين الجميع»، معتبرا أن «عالمنا الشرقي لم يصل إلى هذا المفهوم، ويحتاج إلى عشرات السنين ليفهم معنى الانتماء». وانطلقت المداخلات في المحاضرة التي دعا إليها نادي الجوف الأدبي في القريات أخيرا، بسؤال لمدير إدارة التربية والتعليم للبنات الدكتور سالم بن بشير الضبيعان عن «كيفية التخلص من الثنائيات؟ وكيف نستطيع أن نتوصل إلى مواطنة صالحة؟»... بعد أن رأى المحاضر «أن مفهوم الوطن هو الانتماء الثابت للوطن دون التنازع حول الديانة واللغة». فأجاب ابن تنباك: «علينا أن نتخلص من المحسوبيات ليستشعر الفرد بالحقوق التي عليه والواجبات والمساواة بين الجميع دون تفرقة». وفي مداخلة أخرى، سأل إبراهيم حبرم عن إشكالية المواطنة الصحيحة عند الشباب وكيفية تعزيزها، فقال المحاضر: «إن المؤثرات في حياة الفرد كثيرة منها الأسرة والمجتمع والقبيلة والمدينة، كلها أمور تؤثر في سلوك الشاب»، مضيفا «متى ما علم الفرد أنه جزء لا يتجزأ من وطنية صالحة، وأنه جزء مهم في هذا الوطن غرس هذا المفهوم في داخله معنى الوطنية الصحيح». الأمسية التي شهدتها الغرفة التجارية الصناعية في القريات، وقدمها حمد أبو شامة البلوي، استهلت بالحديث عن ثقافة الانتماء الوطني ومفهوم المواطنة منذ أن نزل الإنسان على الأرض، ورأي الفلاسفة ودورهم في البحث عن كيفية تحقيق العدل والمساواة بين الناس ودورهم في التفكير، وكيفية نشر الألفة بينهم، مرورا بثقافة الانتماء عند اليونان. من جهة أخرى، دعا نادي الجوف الأدبي لحضور محاضرة عن «الشيخ فيصل المبارك: حياته وآثاره» يلقيها الدكتور عارف بن مفضي المسعر مساء غد في مركز الكايد الثقافي في سكاكا.