قام الدكتور مرزوق بن صنيتان تنباك على مسرح نادي جازان الأدبي في محاضرة له، مساء الأربعاء الماضي، بعنوان «الإنسان والأرض»، بمحاولة تتبع تاريخية لعلاقة الإنسان بالأرض منذ نزل عليها الإنسان وصولاً لظهور مصطلح «المواطنة والوطنية» حديثاً كحاجة إلى أزمة لجمع البشر من ديانات ومذاهب وأعراق مختلفة تحت سقف يشتركون فيه في الحقوق والواجبات. وعرج على حادثة قتل ابن آدم عليه السلام لأخيه لينفرد بها على رغم اتساعها في ذاك الوقت، وانتهى لقبولها اليوم ل 6 بلايين و200 ألف من البشر لقبولهم بعضهم البعض ومشاركتهم في الحياة عندما عرف كل منهم حقهم فيها وحق الآخر كذلك. وذكر المحاضر أن الأقدمين بحثوا عن شيء يجمع الناس بعيداً عن الموالات البشرية والحمية الجاهلية، فلا يهمش القوي الضعيف ولا يستأثر بكل شيء نيابة عنه، وإنما يكون (العدل) هو الذي يبحثون عنه. وضرب الدكتور مرزوق بأميركا وتطبيقها للمواطنة، لدرجة أن أي مولود يولد فيها ويبقى لساعات فقط له حق الحصول على الجنسية (المواطنة)، متطرقاً إلى تجربة أوروبا في ذلك وما صاحب تلك التجربة من أخطاء وزلات، تطورت لقوانين وأنظمة تراعي (العدل) بين المواطنين لتحقيق مبدأ المواطنة. وذكر أن الأنظمة المعاصرة قامت على تحقيق الحقوق للجميع، مع تفاوت التطبيق الصحيح «إذ ان أقرب الدول لتحقيق المواطنة الحقة هي التي لها نظام واضح ومؤسسات للمجتمع المدني، وأبعدها من ذلك تلك الدول التي لا يوجد فيها مثل تلك المؤسسات». وفي المداخلات تساءل بعض الحضور: هل وصلنا لمرحلة تعزيز هذا الانتماء إلى هذه الأرض قولاً وفعلاً ؟ بينما حاول القاص عمر طاهر زيلع تفسير المواطنة «بوصفها محاولة للوصول إلى العدل، والعدل والدين والحرية كلها أسماء لمعنى واحد، بين الدكتور مرزوق أن الإنسان مسؤول عن حقه والمطالبة به إذا رأى أن العدل لم يحدث، ورأى أن الحقوق والواجبات عندنا لم تتساو حتى الآن». وفسر الفنان التشكيلي علي ناجع مقصد ابن تنباك أن لديه «نظرية أعمق وأشمل للأرض، وليس الانتماء إلى التراب بل إلى التشريعات والتعاليم»، وأيده الدكتور في فهمه الخاص وتفسيره الجيد.