يطلق نادي الجوف الأدبي سلسلة من الأنشطة والمحاضرات في دورته للعام الجديد، حيث يحاضر الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك عن «ثقافة الانتماء الوطني» يوم الثلاثاء المقبل، في مقر الغرفة التجارية الصناعية في القريات. ويلقي الدكتور عارف بن مفضي المسعر الخميس 25 محرم الحالي محاضرة عن الشيخ «فيصل المبارك: حياته وآثاره» في مركز الكايد الثقافي في برج الكايد. ودعا النادي للمشاركة في ندوة «المسرح والمجتمع» للدكتور حزاب الريس وسمعان العاني. وأوضح رئيس نادي الجوف الأدبي إبراهيم الحميد أن المحاضرتين تأتيان ضمن برنامج الندوات والمحاضرات للنادي، والندوة المسرحية تأتي نظرا لأهمية المسرح في المجتمع، ودوره في إلقاء الضوء على مختلف القضايا الإنسانية، مشيرا إلى أن «محاضرة ابن تنباك تتطرق إلى تجاوز مواطني المملكة بانتمائهم إلى الوطن كل صور الثنائيات التي كانت سائدة قبل عصر الدولة الحديثة، وحضور الوعي في الأذهان لأهمية المواطنة وحقوقها وواجباتها بعد مرحلة من التردد بين المواطنة وغيرها من صور الانتماءات». وأضاف أن «المحاضرة تبحث في هجرة الناس من القرى والأرياف إلى المدن والاستقرار فيها، حيث طرأت حياة جديدة، فحملت الهجرة معها إلى المدن بعض رواسب الماضي الشحيح الذي كانت الذاكرة الشعبية مشبعة به من قبل، فبرزت ملامح جديدة في تكوينات المجتمع السعودي وبنيته الثقافية استمدت قيم الماضي قبل عصر الدولة لتكييف الحاضر وإدارته بقيم الماضي وأخلاقه ورواسب عاداته وتقاليده التي كان من المفروض تجاوزها في عصر الوحدة والاجتماع والدولة». وعن محاضرة المسعر قال الحميد إن المحاضر «يتطرق إلى ذكرياته مع المبارك، مستعرضا سيرة الشيخ، والمسجد المسمى باسمه وسط سكاكا، إضافة إلى الخلطة السحرية التي ميزت سيرته ووسمتها بالتواضع والحلم، وحسن السيرة والموعظة بالحسنى، وما تميز به من تسامح تجاه مختلف القضايا التي كانت تواجهه في إمامته للمسجد أو في قضائه». وكان نادي الجوف ممثلا باللجنة الثقافية في صوير، دعا لمحاضرة «اللغة العربية وفن الكلام والمخاطبة» ألقاها الدكتور محمود بن خلف البادي في الساحة الشعبية في صوير أخيرا. واستهل البادي محاضرته بتعريف فن الخطابة وفن القول، وأسس القول النافع، وأهم المظاهر والصفات التي يجب أن يتحلى بها القائل أو الخطيب. وذكر بعض المشاهد الشعرية على بعض معاني القول والعقل، مبرزا الشروط التي يجب توفرها بالخطيب لضمان نجاحه. وأوضح البادي أنه «قد يقع الكثير في خطأ حينما يظن أن كل من خاطب الجمهور خطيبا»، مستشهدا بالفرق بين الخطابة والمحاضرة، حيث المحاضرة هي القصد إلى حقيقة علمية أو نظرية تلم بأطرافها، وعليه فهي تعتمد على الحقائق لا على الخيالات، وتخاطب العقول لا العواطف، وتكون في الغالب موجهة إلى شريحة معينة. في حين أن الخطابة هي القصد إلى فكرة ورغبة تزيين أوضاعها وتحسنِ أهدافها، وقد تكون معلومة من قبل لأنها تعمد على الإثارة والإقناع، فهي تخاطب العواطف والشعور وتستهدف الاستمالة، وتعم المثقفين وغيرهم من الجمهور. ورأى «أن الخطابة والمحاضرة قد يجتمعان وقد يفترقان، وأن المحاضرة تكون موضوعاتها دائما وأبدا قائمة على حقائق علمية في حين قد تكون الخطابة موضوعاتها قائمة على معلومة بالفعل، كما في خطب الجمع مثلا».