أكد ل «عكاظ» رئيس لجنة الصحة والبيئة في المجلس البلدي في جدة وعضو الكرسي العلمي المخصص لدراسة فيروس حمى الخمرة الدكتور حسين البار أن اكتشاف علاج للمرض أو معرفة طريقة انتقاله يحتاج إلى دراسة معمقة تصل إلى أربع سنوات مقبلة. وقال البار: بدأ أعضاء فريق الكرسي العلمي في جامعة الملك عبدالعزيز في العمل المكثف منذ العام الماضي، ولم يتم اكتشاف الفيروس إلا في مركز الخمرة جنوبي جدة، ما زاد من صعوبة الأمر، مشددا على الحاجة للكثير من الأبحاث المتواصلة للظهور بنتائج مرجوة. وفي ما يتعلق بأبرز محاور الأبحاث التي يجرونها قال الدكتور البار إنها تتمحور حول ثلاثة محاور أولها معرفة خوازن المرض، ونواقله، ووسائل الكشف والعلاج اللازمة وأفضل طرق الوقاية منه. وأبدى البار تخوفه من أن مشكلة حمى فيروس الخمرة في أنه لم يعرف له ناقل واضح حتى الآن، فيما الشكوك تدور حول ثلاثة نواقل هي الذباب، البعوض، والقراد الخاص بالمواشي، وجميعها تحتاج إلى تفاعل كبير من الأمانة ووزارتي الصحة والزراعة. وأكد البار أن قدرات الأمانة في الرش بالمبيدات الحشرية محدودة وتحتاج لمضاعفة طاقاتها عشر مرات للقضاء على البعوض المنتشر في كل مكان في جدة، داعيا الأمانة لمطالبة المالية بدعم إضافي أو أن تتعاقد مع شركات متخصصة للرش واحتواء الانتشار الهائل للبعوض. وقال إن المجلس البلدي يتلقى يوميا عشرات الشكاوى من مواطنين حول البعوض المنتشر بكثافة في كل أنحاء جدة. من جانبه، أكد ل «عكاظ» الدكتور خالد ميرغلاني الناطق الإعلامي لوزارة الصحة أن الوزارة تكثف جهودها بالتعاون مع القطاعات الأخرى ذات العلاقة لمكافحة حمى الخمرة والعمل على محاصرتها بشكل سريع. وقال ميرغلاني إن المصابين الستة بالحمى تلقوا العلاج اللازم وخرجوا بعد شفائهم، مشيرا إلى وجود تجهيزات متكاملة في كل مستشفيات جدة لعلاج الحالات بالأمصال المتاحة والأدوية المتوافرة خصوصا وأن المرض لا علاج محددا له. وكشف ميرغلاني أن الوزارة تتعاون حاليا مع مركز الأمراض والأوبئة في الولاياتالمتحدةالأمريكية للكشف عن المرض بالتنسيق مع كرسي محمد بن حسين العمودي العلمي، لتسريع الدراسات الخاصة به والخروج بالنتائج في أسرع وقت ممكن. وألمح الدكتور ميرغلاني إلى أن المصابين بالمرض قد يكونون على علاقة بالماشية، وربما تكون العدوى انتقلت إليهم عن طريق البعوض، مؤكدا أن صحة جدة تبذل جهودا واضحة في سبيل توعية الناس بالمرض وطرق الوقاية منه. ومن جهة ثانية، قال ل «عكاظ» رئيس طائفة أسواق المواشي في جدة شيبة الشيخي: إننا لم نعلم عن المرض إلا من وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن المرض ظهر فجأة قبل أعوام ثم اختفى. وحول تواجد الفرق الطبية أو سيارات الرش في سوق الماشية قال الشيخي: أتواجد يوميا في السوق ولم أشاهد سيارات الرش منذ فترة طويلة رغم أن البعوض والذباب يخرج علينا منذ هطول المطر بكميات ضخمة وغير مسبوقة. وفي المقابل، رفض رئيس طائفة أسواق المواشي ما تردد عن إصابة الأغنام بالمرض، مؤكدا وجود فرق طبية في المسالخ وهي تكشف على الأغنام قبل ذبحها.