توصل فريق عمل إلى مشروع يعتبر الأول من نوعه تحت مسمى (الجراحة ثلاثية الأبعاد) من شأنه فتح آفاق عالمية جديدة في مجال الطب. أجرى الفريق المكون من الدكتور مشعل هشام هرساني من كلية إدارة الأعمال، ظلال شمس الدين عابدين الطالبة في كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز، هيفاء محمد عسيري الطالبة في كلية دار الحكمة في جدة، بحثا عن أهم التقنيات العلمية التي تساهم في تطور المجال الطبي، وكانت نتائجه الوصول إلى مشروع يعتمد على تصوير العمليات الجراحية بالأبعاد الثلاثية، خصوصا التي تتم بصورة مستمرة مثل عمليات استئصال اللوزتين، الزائدة، اللحمية، الكسور البسيطة لليد أو الرجل والأسنان وغيرها، حيث يمكن للمريض مشاهدة خطوات العملية التي سيخضع لإجرائها. وتم تحديد عملية استئصال اللوزتين لتنفيذ نموذج المشروع من قبل مشعل هشام هرساني، كما تولت طالبة الطب ظلال عابدين الإشراف والمتابعة والتعليق، أما التصميم ورسومات المشروع فقد نفذتها طالبة دار الحكمة هيفاء عسيري. المشروع تم بجهود ذاتية من قبل أعضاء الفريق واستغرق العمل فيه مدة شهرين بمتابعة الدكتور خليل سندي استشاري الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز، والدكتور فاضل محمد عابدين استشاري العظام في مستشفى الملك فهد في جدة، والدكتور الجراح رأفت سندي الذين أجمعوا على أن هناك حاجة إلى مثل هذا الإنجاز. الأطفال والخوف عن الإنجاز قالت ظلال عابدين: هناك نسبة 89 في المائة من الأطفال يشعرون بالخوف من العمليات الجراحية والنسبة الباقية لا يظهرون مشاعرهم خوفا من الآباء، أما الكبار فتصل نسبة الخوف لديهم إلى 76 في المائة، والنسبة الباقية لا يظهرون خوفهم خشية انتقاد الآخرين لهم، مع أن الخوف حالة طبيعية إذا بقيت في معدلها الطبيعي. والكثير يخاف من العمليات الجراحية نتيجة رؤية الدم وهذا ما يمنعهم من مشاهدة العمليات الجراحية المصورة ب «الفيديو» أو من خلال البرامج العلمية في التلفزيون. أما في مشروع الجراحة ثلاثية الأبعاد، فيمكن للمريض مشاهدتها بطريقة ممتعة، إضافة إلى أن ثلاثية الأبعاد هنا توضح أدق التفاصيل التي يصعب على أصغر الكاميرات الوصول إليها أو تصويرها. مرجع علمي ويشير الدكتور مشعل إلى أن الجراحة ثلاثية الأبعاد تخدم جميع فئات المجتمع، حيث تم تنفيذها باللغة العربية، لذلك فهي تساعد الأطفال في كسر حاجز الخوف لديهم بأسلوب بسيط وممتع وتساهم في ثقافة الأفراد العاديين ولذوي الاحتياجات الخاصة دائما أكبر الاهتمام، حيث يتمكن على سبيل المثال أصحاب الإعاقة السمعية من مشاهدة الفيلم وقراءة جميع البيانات عليه، أما أصحاب الإعاقة البصرية فيمكنهم الاستماع ومتابعة التعليق على الفيلم أيضا وهكذا، ويساهم المشروع في خدمة فئات المجتمع الطبي في العالم، حيث يساعد طلبة الطب على مشاهدة العمليات، متابعتها، مناقشتها قبل حضورها فعليا، إضافة إلى أنها وسيلة للاستذكار، أما بالنسبة لأساتذة الجراحة فهو يعد بمثابة مرجع علمي، كما يمكن استخدامه في تدريس مناهج الجراحة. ثورة وثراء ويضيف الهرساني عن مفهوم الثورة التي يتحدث عنها هذا الابتكار: إن ابتكارنا هو الأول من نوعه عالميا لما تحمله أهدافه من ثورة وثراء في مجال الطب، حيث يفتح آفاقا عالمية جديدة ومجالا بمسمى (تصميم الجراحة) الذي يجمع بين تخصصين الطب والتصميم وأطباء الجراحة عادة لديهم استعداد فطري للفن والإبداع، وبذلك يمكن تصميم العمليات الجراحية وتلافي الأخطاء التي تتم أحيانا، إضافة إلى تطوير هذا المجال بصورة دائمة تبعا لتطور وسائل التقنية الحديثة، وحيث يتم أيضا استثمار الخبرات وعدم تجميدها خاصة للأطباء العالميين الذين لم يعودوا قادرين على إجراء العمليات الجراحية فيمكنهم من خلال الجراحة ثلاثية الأبعاد استعادة خبراتهم وتنمية مواهبهم في هذا المجال.