يشتكي بعض المصلين في صلاة الجمعة من خطباء لا يملكون القدرة على الخطابة، سواء في قلة ثقافتهم الشرعية، أو لا يملكون فن الخطابة والإلقاء وإقناع الآخرين، كما يشير أحد المصلين بلال بن حسن، مبينا إلى أنه يقطع مسافات طويلة ليحضر خطبة جمعة لأحد البارزين في الخطابة، من أجل الاستماع لخطبة تتلمس حاجات الناس. وأوضح بلال إلى أن كثيرا من خطباء مساجدنا يميلون لرفع الأصوات، والبكاء والعويل، حتى تحولت الخطبة من أسلوب تذكيري إلى مشاعر جياشة، ليس بها جديد أو مفيد. دفاع وآمال يدافع إمام وخطيب جامع اللامي في جدة توفيق الصائغ عن خطباء المساجد، بتوضيحه أنه مع وجود قلة من الخطباء ممن لا يملكون المقدرة الخطابية المنبرية، إلا أن هناك الكثير من خطبائنا المتميزين، وفي كثير من الأحياء، مطالبا الخطباء بتطوير قدراتهم الخطابية ليصلوا إلى مستوى عال من التأهيل الخطابي. ويشير مدير عام الأوقاف والمساجد في محافظة جدة فهيد البرقي إلى أن الخطباء قبيل تعيينهم يخضعون لآلية منظمة وضوابط وتعليمات، لضمان الوصول إلى مستويات راقية من الخطب، مثل: التأهيل الجامعي في أحد التخصصات الشرعية، واجتيازه الاختبار الذي تقيمه اللجنة الفرعية لشؤون المساجد. وأشار إلى أن إداراته تقيم عدة دورات للخطباء والأئمة والمؤذنين بين الحين والآخر. ومع تأكيد مدير أوقاف ومساجد جدة أن الخطباء يعتنون بخطبهم ويهتمون بها، فإنه يوضح استحالة الوصول إلى الكمال المطلق الذي ينتظره الناس. وحول دور الخطيب في المجتمع يوضح الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور مسفر القحطاني أن الخطباء لهم دور هام في إقبال الناس على خطبهم، خاصة أن الخطيب يتحمل المنبر والعقول التي أنصتت إليه. مطالبا الخطباء العناية بخطبهم، بحيث تكون لائقة شرعيا، مفيدة وجذابة ومشوقة، ولا تبعث السأم أو الملل. وأكد الدكتور القحطاني على الخطباء تطوير قدراتهم الخطابية، من حيث الثقافة الشرعية، والعامة، وطريقة الإلقاء، والإتيان بالجديد، والقدرة على الإقناع، والتركيز على الفكرة. ودعا الدكتور القحطاني الخطباء الابتعاد عن التحليل والتعليق على المواقف والأحداث والأقوال للعلماء، أو التي تبثها المحطات الفضائية أو الإذاعية، أو ما يبثه الناس من أخبار، كما أن عليه الابتعاد عن التكرار، وإنما يلجأ إلى ما ينفع الناس علميا وواقعيا في حياتهم الاجتماعية. وأوضح الدكتور القحطاني أن الخطبة المركزة التي تحمل النصوص الشرعية والقناعات العقلية تريح أذهان المستمعين، كما أن عليه أن يكون قريبا من احتياجات المصلين. ودعا الخطباء الذين يخطبون ارتجالا أن يضعوا نصب أعينهم «الزمن»، بأن يتمالك الوقت المحدد للخطبة، بعدم الخروج عن موضوع الخطبة أو الابتعاد عما هو مفيد.