يزداد بريق الفكرة لمعانا في ذهن النون اتكاء على أبعاد البنات وانطلاقا من وحي الحروف ونقش المعاني وحفر الصور لاسيما أن أستاذتها كانت تعيش طفولة وشبابا في دولة من دول الجوار ذات التوسع في استخدام معنى البنوة، وإمكان إلصاقها بعالم المتعولمات سهل يسير.. وهذا زمن تحقيق الفكرة. فالفرصة سانحة ولن تضيعها. وهي لا تعدم في الشر وسيلة ولا في الفضح حيلة، والزبانية المتنفذون كثر، والمأفونون ككرسيها لا يدركون أبعاد الحيلة فلتبدأ على بركة شيطانها، ولتستغل قربها من أستاذتها أبشع استغلال، ولتمرغ بكرامتها في الأوحال، ولتضعها إن استطاعت في الأغلال، ولا ضير من ذلك و لا محال. فالنون لصيقة بالأستاذة وهي من أدعياء الصداقة، ومن اللاتي يطعن في الظاهر ويطعن في الباطن.. من الفئة التي تبدي الفقر والمسكنة وتضمر المكر واللؤم. وأدوات الحيلة متوافرة فهذا رصيد من تقارير طبية تفيد في إثبات عجز وتواني الأستاذة.. وهذا ملف حسابات مالية غارق في البيانات والفواتير فلا مانع من إنقاذه من غرقه وتخفيف تخمته، وسحب بعض البيانات والفواتير والتلاعب في الأرقام والأصناف والأعلام؛ لينسب إلى الأستاذة شيء من الاختلاس ونزر يسير من الارتشاء. فالنون حنون لا تريد التكثير وإن عمدت إلى التشهير. ولثقتها أن شيئا قليلا من الرشوة والاختلاس ككثيره في تلطيخ السمعة وإصابة الهدف.. والنون مرنة التفكير ذات تنوع وتجديد؛ لذا يلزمها إتمام تشويه الصورة بتقنية رقمية متقدمة، فلتلبس جسد الأستاذة ثوب الفضيحة ولتغير برأسها جمجمة الرذيلة.. فتختلط الصورة وتتخبط معالمها؛ ولتستقر في زاوية مظلمة من زوايا عالم أسود لم تتعرف إليه يوما تلك الأستاذة طيبة القلب بيضاء الضمير، ولم تدنس أقدامها قط بالخوض حول حماه.. لكن حيلة النون أوجبت عليها هذا الحبك، ولا سبيل لديها إلا بتعقيد السبك، وقفل كل أبواب الشك في أن المحبوك والمسبوك قد يكون نتاج فكر ضال أو مريض خيال، أو نفس جهلت ختام المآل.. فإن أراد المطلع التشكيك في حبل من الحبال التف حوله آخر ينقض شكه ويقوضه، وإن سعى لإثبات ضعف في دليل من الأدلة هاجمته نسخ الوثائق المصورة التي لم تنج من التزوير، واعترضته صور رقمية شخصية لم يكتشف من خلالها طارئ التغيير؛ ليكاد يجزم بل يقسم أن ما بين يديه وثائق أصيلة لا تقبل الجدال ولا تستدعي التثبت أو حتى السؤال...وأن النون حسنة الطوية، سليمة النية، لا تريد إلا الإصلاح وتخليص الكرسي من قيود النجاح، ونقله من منزلق الضلال إلى سكن الفلاح. وهج الهدى محمد العربي