تعالج الكثير من وسائل الإعلام، أهمية التغيير، الاجتماعي ،والاقتصادي، والإداري، وكذلك التغيير بمفهومه الشامل (إعادة التطوير) إذ أن كثيرا من الدول المتقدمة، تقدس فكرة التغيير الذي يقود إلى الازدهار، وترفض فكرة الثبات الذي يفضي إلى الجمود والتكلس. ولكن إعادة إنتاج خطاب التغيير، دون معالجة ثقافته وفهم متطلباته، لإحداث (تحولات) مؤثرة ومنشودة، يجعل من خطاب التغيير، طروحات، إنشائية، مرحلية، لا تلامس أرض الواقع، وتحقيق الأهداف. وبالرغم من أهمية التطوير، خاصة في المجالات الاجتماعية والإدارية والثقافية، وحاجة الوطن إلى ثقافة تجديدية، إلا أن التغيير يجب ألا ينظر إليه كهدف، أو غاية في حد ذاته، إنما يفترض أن يكون وفق مشروع وطني متكامل ومتماسك، حتى يضمن التفاعل الاجتماعي والدعم الفكري، وتنزيل ثقافة التغيير إلى كافة أجزاء المنظومة، بمعنى تخفيض حجم مقاومة التغيير، ورفع حجم المشاركة والتفاعل، والانتقال في الخطاب من المجال النخبوي إلى العمل الاجتماعي والإداري. ولاشك أن عملية التغيير خاصة في العالم العربي، تواجه تحديات كبيرة، ويتطلب إنفاذها تضحيات كثيرة، فالحديث عن التغيير سهل، ولكن تحقيقه ورصد آثاره على الأرض، يترتب عليه أعباء كبيرة، وعمل دؤوب، وكلفة مرتفعة، لإعادة الهيكلة والمراجعة، والتقييم والتقويم، والتجديد، في المنهجيات، وأساليب العمل، والأنظمة، وضخ دماء جديدة، من كافة شرائح المجتمع. والتغيير ظاهرة مستمرة لاتتوقف؛ لكنها ليست في كافة الأحوال إيجابية، إذ يترتب على التغييرات الاجتماعية أو حتى الإدارية أحيانا، آثار سلبية فتحدث المقاومة. كما أن التغيير ليس مسؤولية جهة أو فئة، إنما هو حراك اجتماعي يفترض أن يشارك فيه كافة شرائح وقطاعات المجتمع، لتهية الجميع وإشراكهم وإقناعهم بتقبل الجانب الإيجابي، من خلال المرجعيات الاجتماعية والفكرية، ووفق واقع ثقافة المجتمع وتطلعاته، وأولوياته. فالتغيير عنوان عريض، وجذاب، ولكنه لايعني شيئا دون بناء مشروع وطني واضح المعالم والأهداف، ينخرط فيه الجميع من خلال عمل جمعي (لافئوي) لدعم مسيرة البناء الوطني، والتفاعل مع المتغيرات التي يشهدها العالم. فالتحولات الاجتماعية أصبحت حتمية لامحالة، بسبب الانفجار الهائل في شبكة المعلومات، وتداعيات العولمة، وحرص المجتمعات على التطوير والإصلاح، ولكن التحدي هو كيفية رسم اتجاهاته، وأولوياته، وإقناع الناس بجدواه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وهذا يتطلب تضحيات وأعباء، وكلفة إدارية، وقيادة التغيير وإدارته، وكذلك بناء جيل جديد ل ( قادة التغيير) في كافة شرائح المجتمع وقطاعاته، ليكونوا أنموذجا يحتذى، في الوطنية، والانفتاح والشفافية، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتجاوز الأمراض الاجتماعية والإدارية، انطلاقا من مبدأ العدالة الاجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص، فالتغيير صعب، لكنه مصير أمة .. إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة