أغلقت أمس وزارة الصحة مستشفى الملك سعود للحميات والأمراض المعدية في ميناء جدة الإسلامي وحولت مبناه إلى مركز لفحص العمالة بأجر والمتقدمين للتوظيف، فيما خصصت جزءا من المبنى للجنة الضمان الاجتماعي. وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة أن الوزارة قررت نقل مرضى الإيدز ال 12 والمنومين حاليا مع العيادة التخصصية الأسبوعية لمرضى نقص المناعة المكتسبة إلى مستشفى الملك سعود الجديد شمالي جدة والذي افتتح قبل نحو ستة أشهر من أجل علاج مرضى انفلونزا الخنازير ومتضرري سيول جدة والحجاج. وقالت المصادر نفسها إن الصحة خصصت جناحا خاصا لمرضى الإيدز في المستشفى الجديد، فيما حولت مرضى الدرن ال 19 إلى المحجر الصحي في محافظة الطائف. وفي شأن متصل، دعت الشؤون الصحية في محافظة جدة 103 من منسوبيها بينهم 11 طبيبا و40 ممرضا في المستشفى إلى مراجعة لجنة شكلها مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداوود لإعادة توزيعهم على مستشفيات ومراكز صحية في المحافظة. وحددت اللجنة مواعيد المقابلات اعتبارا من صباح اليوم ولمدة سبعة أيام، إذ طلبت من الموظفين إحضار بطاقة إثبات هوية وسيرة ذاتية لكل موظف، في حين ستتم دعوة بقية الإداريين والفنيين المقدرة أعدادهم ب 300 موظف خلال الأسابيع المقبلة لاستكمال توزيعهم حسب خبراتهم وشهاداتهم الدراسية. من جانبهم، استغرب مرضى الإيدز قرار إغلاق مستشفى الملك سعود في الميناء ونقلهم إلى المستشفى الجديد، مشيرين إلى أنهم يرتادونه أسبوعيا في العيادات التخصصية. وقال (م . ع) الذي يحمل فيروس الإيدز منذ أربعة أعوام: أصبت بالمرض نتيجة نقل الدم، إذ طلبوا مني مراجعة العيادة التخصصية لمتابعة حالتي في مستشفى الملك سعود ورغم رفضي خوفا من الفضيحة، إلا أنهم أخبروني أن جميع من يراجع المستشفى من المصابين بالمرض. ويشير المصاب إلى أنه لا أحد يعلم بمرضه سوى زوجته التي أقنعته بالعلاج، فيما أبناؤه لا علم لهم مطلقا. وقال إنه مع الانتقال إلى مستشفى جديد يعالج حالات كثيرة لا علاقة لها بالإيدز يصبح من الصعب تكملة العلاج، مؤكدا أنه لن يذهب إلى المستشفى الجديد أبدا مفضلا الموت على أن يكتشف أحد من أقاربه إصابته بالمرض. ويرى مريض آخر رفض ذكر اسمه أن القرار جيد من ناحية تجهيز موقع جديد يحمل العديد من الأجهزة المتطورة، إلا أنه لم يراع خصوصية مريض الإيدز والذي يحتاج إلى سرية تامة في التعامل. ويتابع: من جهتي أنا لن أذهب إلى المستشفى الجديد إلا بعد التأكد من سرية الكشف وعدم وجود مرضى آخرين. يذكر أن العيادات التخصصية في مستشفى الملك سعود في الميناء تستقبل أسبوعيا 120 مريضا بالإيدز بواقع عيادتين في الأسبوع ويشرف عليهما الدكتور طارق مدني والدكتور حسن السيد، إذ تعالج وزارة الصحة المصابين مجانا وتكلف نحو 100 ألف ريال للحالة الواحدة سنويا.