أكد عدد من مديري الجامعات والأكاديميين، أن الوقف يلعب دورا مهما في الحياة العملية المتنوعة، مشيرين لدى مشاركتهم أمس في حفل افتتاح «المؤتمر العالمي للوقف» في المدينةالمنورة إلى أن من أهم المقومات المطلوبة في الوقت الحاضر للأوقاف، هو استمرار تبنيها، واستصدار التشريعات والتنظيمات المناسبة لها لتنميتها، واستثمارها وصيانتها من الاندثار، مطالبين بتخصيص فئة من القضاة في أمور الوقف، والرقابة المالية والإدارية والإشرافية على الأوقاف، وإيجاد جهة ملحقة بإدارات التعليم تقوم على تفعيل دور الوقف في العملية التعليمية. جزء من التركيبة ويوضح مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل أن الوقف يلعب دورا مهما في مجالات الحياة العلمية المتنوعة، العلمية والتعليمية والاجتماعية والدعوية، ما تواطأت عليه الشرائع السماوية، واتفقت عليه الأعراف السوية، باعتبار أنه جزء من التركيبة النفسية والاجتماعية التي جبل عليها الإنسان. حتى أصبح الوقف دعامة أساسية من دعائم بناء المجتمع، ونظاما له أسسه ومجالاته وبواعثه، وأصل هذه البواعث انتظار الخلف والأجر من الله عز وجل في هذا البذل الذي يستمر نفعه، ويدوم ثوابه للواقف في حياته وبعد مماته. استمرار التبني ويؤكد مدير جامعة الباحة الدكتور سعد الحريقي، أن الحاجة تدعو إلى الدراسة والمراجعة والتمحيص للوضع القائم عليه الوقف الإسلامي في عصرنا الحاضر، بغية الاستفادة لأقصى حد ممكن من الأوقاف القائمة حاليا، والتي ستتم مستقبلا، وذلك لما استجد في العصر الحديث من تطورات إدارية وتنظيمية، وأوجه جديدة، وتنمية الوقف من خلال استثماره لزيادة عوائده المالية، ولضمان المحافظة على أصوله لفترات طويلة، ووصول هذه العوائد إلى الأعيان المستفيدة منه، دون السماح بالاعتداء عليها، أو تغيير سبلها. وإن من أهم المقومات المطلوبة في الوقت الحاضر للأوقاف، هو استمرار تبنيها، واستصدار التشريعات والتنظيمات المناسبة لها لتنميتها، واستثمارها وصيانتها من الاندثار. سمات الحضارة وترى الأستاذ المشارك في كلية التربية للبنات في مكةالمكرمة الدكتورة سلوى المحمادي أن الوقف من خصائص الإسلام ومميزات نظامه العام، وسمات حضارته الرائدة، وهو أعظم النظم الاجتماعية التي أثرت في عمران البلاد الإسلامية، كما أنه من أعظم سبل الخير، وأقدمها وطرق البر، وأنفعها، وأحد روافد الخير التي حث عليها الإسلام؛ لبناء المجتمع الإنساني على أساس من الحب والعطف والتراحم تقربا إلى الله وطلبا للأجر. مشيرة إلى أن الوقف يعد في حقيقته صدقة تطوعية، يبتغي الإنسان ثوابها، ويتسم باتساع مجالاته، والمقدرة على تطوير أساليبه بما يكفل للمجتمع التراحم والتواد بين أفراده على مر الأجيال. أمانة النظارة وتناول الباحث الدكتور فيصل جعفر بالي أن دور الوقف في بناء الترابط الاجتماعي، باعتباره صدقة تطوعية دائمة ذات خصائص ومميزات ذاتية، تتسم باتساع المجالات والقدرة على التطور، ودوره في التنمية البشرية التي تعنى ببناء الإنسان من جميع جوانبه الروحية والعقلية والجسدية، مشيرا إلى ثلاثة من العوامل والظروف الاجتماعية التي ساعدت النظار على التجاوز، هي: المفهوم الخاطئ للوقف لدى عامة الناس، ضعف الرقابة والإشراف، وتغير أمانة الناظر، مطالبا تخصيص فئة من القضاة في أمور الوقف، والرقابة المالية والإدارية والإشرافية على الأوقاف. تعزيز المعرفة وأشار الباحث الدكتور محمد طاهر حكيم (باكستاني) إلى أن للوقف 16 مجالا ساهمت في بناء الحضارة الإسلامية، شملت المجالات التقليدية وغير التقليدية لرعاية الفقراء اجتماعيا وعلميا وثقافيا وصحيا وإغاثيا، حتى رعايتهم بعد مماتهم، موضحا دور الوقف في إرساء دعائم الحركة العلمية والثقافية المعرفية، من خلال عدة آليات، مثل: الوقف على بناء المساجد وعمارتها، الوقف على المدارس والكتاتيب، الوقف على المكتبات وتحبيس الكتب على طلاب العلم، والوقف على المعلمين والمتعلمين، وطالب بإيجاد جهة ملحقة بإدارات التعليم تقوم على تفعيل دور الوقف في العملية التعليمية.