عبرت المشاركات في جلسات المؤتمر الدولي الثالث للأوقاف والذي افتتح أمس وتنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن سرورهن بدعوة الجامعة للعنصر النسائي للمشاركة في تفعيل برامج وفعاليات المؤتمر وأكدن أن الجامعة وفقت في اختيار المحاور والمكان وطالبن بإحياء سنة الوقف عبر عدة وسائل هامة لتطوير أساليبه بما يكفل للمجتمع التراحم والتواد بين أفراده. وفي هذا الجانب أوضحت الدكتورة سلوى بنت محمد المحمادي أستاذ مشارك مساعد بكلية التربية للبنات الأقسام الأدبية جامعة أم القرى إن الوقف من خصائص الإسلام ومميزات نظامه العام، وسمات حضارته الرائدة، وهو أعظم النظم الاجتماعية التي أثرت في عمران البلاد الإسلامية ،كما أنه من أعظم سبل الخير، وأقدمها وطرق البر، وأنفعها، وأحد روافد الخير التي حث عليها الإسلام؛ لبناء المجتمع الإنساني على أساس من الحب والعطف والتراحم تقربا إلى الله وطلبا للأجر.ويعد الوقف في حقيقته صدقة تطوعية ، يبتغى الإنسان ثوابها، ويتسم باتساع مجالاته ،والمقدرة على تطوير أساليبه بما يكفل للمجتمع التراحم والتواد بين أفراده على مر الأجيال. وعلى وسائل الإعلام القيام بعمل حملات مكثفة للتوعية بأهمية الوقف، وحث الأشخاص والهيئات للعمل على إحياء سنة الوقف، فغالب الناس اليوم لا يعرفون إلا الوصية ولا يعرفون الوقف.والأوقاف في المملكة العربية السعودية تحظى باهتمام بالغ من قبل ولاة الأمر فيها حفظهم الله وأيدهم فأنشئت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عام 1414ه، التي تتولى شؤون الأوقاف وتنظيم أعمالها بعد أن كانت تلك المهام تابعة لوزارة الحج والأوقاف منذ إنشائها في 1381ه . وإن تبنى الجامعة الإسلامية لإقامة مؤتمر الأوقاف الثالث في رحابها ما هو إلا عودة به إلى منبعه فمن طيبة الطيبة عرف الوقف وكان أول وقف مسجد قباء الذي أسسه النبي أول ما قدم إلى المدينة، ثم المسجد النبوي الذي بناه بعد أن استقر به المقام. وإنه ليسعدني أن أتشرف بالمشاركة في هذا المؤتمر في أحد محاوره المطروحة للمناقشة، والذي تناولت من خلاله دور الوقف في تحقيق التكافل الاجتماعي، واستفدت من خلاله الكثير،وأتمنى أن يؤتى هذا المؤتمر الأهداف المرجوة من انعقاده بإذن الله. وقالت أستاذة العقيدة بمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها د. حياة بنت سعيد باأخضر أحمد الله تعالى أن يسر لي المشاركة في المؤتمر الذي تعرفت عليه عن طريق الصحف ،ووفقني سبحانه للكتابة فيه من خلال تخصصي العقيدة ببحث (آثار تهميش الوقف على العقيدة) وهو موضوع لم يطرق بصورة مباشرة . مشيرة أن تفعيل أهمية الوقف ونشر مكانته في الإسلام واجب على كل من له قدرة علمية ومادية ومجتمعية وذلك من خلال الكتابة المستمرة عن ذلك في كل وسيلة إعلامية متاحة وليس فقط أثناء مناسبة معينة أو موقف محدد اللقاءات والمحاضرات العلمية في المؤسسات التعليمية البرامج الإعلامية المتميزة المؤتمرات والندوات ذات الأثر العملي للتوصيات لنرى واقعا ملموسا وليس فقط مجرد توصيات على الورق وعرض المنجزات الإسلامية للوقف على مر العصور مضيفة أن مدينة أنصار الحبيب صلى الله عليه وسلم وكذا مدينة ميلاده مكة كلاهما تمثلان للمسلمين محركا إيمانيا للعلم والعمل وكون الجامعة الإسلامية تقلدت عقد هذا المؤتمر يعني أنها تمثل بعدا إسلاميا عالميا وهي هكذا في الواقع فهي قلعة العلم الإسلامي العالمي بما تضمه من مسلمي العالم أجمع فعقدها لهذه المؤتمرات يمثل إعلاما عالميا يتميز بالرحمة والقوة والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة بخلاف العولمة التي تمثل الذوبان القسري في الغير .. فهنيئا للجامعة الإسلامية إبداع إنتاجها العملي الذي لا يخفى على الناظر فقد خطت خطوات قوية بارزة شملت الداخل والخارج. فيما عبرت أ.د. وفاء بنت عبدالله بن سليمان المزروع تاريخ أندلس وأوروبا بجامعة القرى/عن مشاعر من الشرف غمرتها لمشاركتها في هذه الفعالية ، وفي الرحاب الطاهرة بجوار المصطفى صلى عليه وسلم وشكرت الجامعة الإسلامية التي تبنت هذا المؤتمر الموسوم بالوقف الإسلامي (اقتصاد وإدارة وبناء حضارة) لتنهض بهدف جليل، إذ تعمل على تسليط الضوء على الأنظمة الإسلامية ، حيث أن نظام الوقف من أهمها ؛ لما له من دور مؤثر في نهوض المؤسسات الاجتماعية بأعمالها، وقيام حضارة ذات مصادر تمويلية دائمة، تنطلق من الثوابت الإسلامية، وتراعي المتغيرات الحضارية، لتحقق التوازن المنشود بين إدارة الوقف وما يتبناه من خير ونفع عام ، وبين ما يواجهه من مشكلات مؤكدة أن انعقاد مؤتمر الأوقاف في الرحاب التي قام بها أول وقف في الحضارة الإسلامية لهو دلالة اتجاه حثيث نحو تفعيل دور الأوقاف وإحياء أثرها في جميع مجالات التنمية والدعم الاجتماعي ولعلي كمشاركة أقف شاكرة للجامعة الإسلامية التي نتشرف بقبولها لنا نحن ونخبة المشاركات من العنصر النسائي داعية الله أن يحقق هذا المؤتمر العالمي رسالته ، فيبث المبادرات الوقفية في كل أرجاء العالم الإسلامي ويقدم من خلالها دعائم تنموية وحضارية دائمة”.