حصلت «عكاظ» على تفاصيل جديدة في حياة القيادي في تنظيم القاعدة اليمني محمد صالح الكازمي الذي كان يتولى الإشراف على معسكر جبال المحفد في محافظة أبين، وقتل في عملية نفذتها قوات الأمن مدعومة بطيران الجيش في السابع عشر من ديسمبر الماضي. وفي التفاصيل التي تحدثت عنها طليقته «أم صالح» التي أنجبت منه (صالح 12 عاما)، (مها 11 عاما)، وسمية (سبعة أعوام)، أن الأجهزة الأمنية في المملكة أوقفت أبو صالح الكازمي مدة تسعة أشهر، قبل ترحيله لليمن وتسليمه للسلطات الأمنية والتي بدورها أوقفته.. لكن الكازمي غادر السجن واتخذ من جبال المحفد مقرا لإقامته مع أطفاله الثلاثة وزوجته الثانية «عاش أطفالي في المنطقة حياة تقشف لخمس سنوات بعيدة عن كل مظاهر الحياة العصرية وسط خيام لم تتوافر فيها سبل المعيشة الكريمة لحياة أي إنسان بحسب معتقده والدهم المتشدد». أم صالح الكازمي تقيم في مدينة جدة فيما كان أولادها صالح، مها، وسمية يعيشون مع والدهم في جبال المحفد منذ الصيف الماضي، وتقول: «اعتادوا على السفر لقضاء إجازة الصيف مع والدهم لكنه رفض عودتهم إلى جدة قبل حادثة أبين». وبعد مرور 48 ساعة من تنفيذ قوى الأمن اليمنية مدعومة بطيران الجيش بقصف معسكر لتنظيم القاعدة في جبال المحفد في محافظة أبين يوم السابع عشر من ديسمبر الماضي، سافرت أم صالح إلى اليمن بحثا عن أبنائها الثلاثة بعد تناقل الأنباء عن مقتل كل من كان في المنطقة، وهي لا تزال تبحث عنهم حتى إعداد هذا التقرير. وأكدت أم صالح الكازمي أن ابنها صالح نجا من القصف على معسكر المحفد حيث هرب من الموقع المستهدف فيما توفيت ابنتها الصغرى «سمية» ذات السبع سنوات وأصيبت شقيقتها «مها» والتي لا يزال مصيرها غامضا، وتقول: «قرأت في جريدتكم مقابلة لمحافظ أبين يقول فيها أن ابنة أبو صالح الكازمي نقلت للمستشفى وأنها في ظل رعاية الحكومة اليمنية وعندها سافرت على الفور من جدة إلى أبين للتحقق من المعلومات التي ذكرها المسؤول اليمني، لكن دون أن يرشدني أحد هناك وأنا أريد أن أعرف ما إذا كانت مها قد قتلت أم أنها على قيد الحياة». وبالعودة إلى قصة أبو صالح الكازمي الموغل في التشدد والتطرف الديني يبلغ من العمر 38 عاما، فقد تلقى تعليمه العام في المملكة وتوقف عند المرحلة الثانوية وتزوج من «أم صالح» وأنجب منها ثلاثة ولدا وابنتين. وتقول أم صالح: «بعد ترحيل زوجي من المملكة إلى اليمن وتسليمه، طلبت الطلاق منه فتحقق ما أردت وكان أبنائي الثلاثة يسافرون إلى أبيهم في اليمن كل صيف غير أنه في المرة الأخيرة امتنع عن إعادتهم». وتستطرد قائلة: «طوال الفترة الماضية كانت مها تخدمه في خيام يعيش فيها عند جبال المحفد فيما كان صالح يرعى الماشية في منطقة نائية وكأنه يعيش في القرون الوسطى فلا مظاهر لحياة عصرية تكفل العيش الكريم». وحول علم أم صالح مسبقا بنوايا طليقها ومخططاته، أجابت: «قضيت 11 عاما معه في جدة لم ألمس عليه أي مظهر، فقد كان غامضا لا أعرف فيما يفكر خصوصا بعد عودته من أفغانستان التي سبق وأن سافر إليها ولم يكن يربطني به سوى علاقة الواجب الشرعي فقط إلى أن تطلقت منه ورحل لليمن بعد أن قضى تسعة أشهر في السجن في جدة».