عمري 33عاما، متزوجة وأعاني من اضطرابات نفسية اوصلتني إلى أن أصبحت شكاكة وموسوسة وضائقة الصدر دائما، انعكس ذلك على تصرفاتي وبدأت أهمل نفسي ولا أحس بأية سعادة أو فرح مع زوجي مع أني كنت سعيدة في حياتي فماذا أفعل» أم هيا أبها الواضح أنك تعانين على الأقل من اكتئاب لم توضحي أسبابه، وعادة يصيبنا الاكتئاب حين نفقد عزيزا، فقدا ماديا أو معنويا، أو نفقد ما نحب سواء كان شخصا أو فرصة عمل أو وظيفة أو منزلا، أو أيا كان ما نحبه، بشرط أن يترافق هذا الفقد بشعور قوي أننا غير قادرين على تعويضه أو الوقوف فرادى بدونه، فما الذي فقدته وجعلك تنظرين للدنيا نظرة سوداوية؟ هذا ما لم تتضمنه رسالتك، أما الحديث عن الوساوس والشكوك فإن كان ما تقصدينه ينطبق عليه مصطلح الوساوس فدليل على القلق الذي تعانينه، وفي كثير من الأحيان يترافق الوسواس بفعل محرم، و هذا لم تذكر تفاصيله في رسالتك، بالتالي صار صعبا تقديم الإرشاد المناسب لك لقلة ما برسالتك من معلومات من ناحية ولأن هذه الأعراض التي ذكرتها يكمن وراءها العديد من المسببات، نصيحتي لك أن تراجعي متخصصا في العلاج النفسي وتتحدثين إليه عما يحتويه صدرك من قلق وضيق، فأنت بحاجة ماسة للتحدث مع شخص تأتمنيه على ما بنفسك، شريطة أن يكون ممن يملكون الخبرة الكافية والمناسبة لمشكلتك، ولكن وحتى تتاح لك الفرصة لذلك، عليك أن تراجعي أفكارك بالنسبة لفلسفتك في هذه الحياة، بمعنى حاولي الإجابة على الأسئلة التالية: هل حياتنا الدنيا هي نهاية المطاف؟ أم أننا مغادرون منها مهما كانت أجواؤها؟ وهل هذه الأجواء المريرة أحيانا والمؤلمة في أخرى والظالمة في ثالثة والمحبطة في رابعة والغادرة وغير المناسبة في خامسة وسادسة و.... إلخ هل مثل هذه الأجواء تتطلب التعامل معها بواقعية والأخذ بعين الاعتبار أنها مؤقتة وليست خالدة وأن الصبر عليها سيستبدله الله لنا بالعكس تماما؟ هل الفرد منا مطالب بأكثر مما يطيقه أو يحتمله؟ هل هناك فرد واحد على سطح الأرض خال من الهموم والمتاعب؟ وهل الأغنياء بلا هم؟ أم أن من كانت صحتهم طيبة بلا هم؟ أم أن الأطفال بلا هموم؟ أم أن أصحاب الجاه والسلطان بلا هموم؟ أم أن كل سكان الأرض يتقاسمون الهموم كل بحسب حجمه وموقعه؟ وأن من ملك المال ربما فقد القدرة على النوم؟ ومن ملك الصحة ربما فقد الذرية؟ ومن كانت عنده ذرية ربما فقد القدرة على توجيههم وتربيتهم بصورة صحيحة؟ الأمر يتطلب منك أن تراجعي أحوال من حولك ولكن هذه المرة بدقة وبموضوعية وبدون تحامل على نفسك وظروفك وستجدين أن كل من حولك يشتكون من أمر ما، وربما ستجدين فيهم من كانت مصيبته أعظم من مصيبتك وعندها أنا على يقين أنك ستجدين نفسك أفضل بكثير من كثير من الناس، افعلي ذلك ريثما تجدين من تتحدثين إليه من المختصين.