مع بداية العام جديد تتجدد الآمال، تكبر الطموحات، وتستيقظ الأحلام، البعض يستقبل العام باحتفال، وهناك من تمر عليه هذه المناسبة مرور الكرام كأنها مناسبة عادية بدون التخطيط لما هو آت فلا أفكار، لا طموح، لا مشاريع، وهناك أيضا من يخطط، يرسم طريقا واضح المعالم، يفتح صفحة جديدة كلها أمل وتفاؤل، ويضع هدفا يسعى للوصول له، وبعيدا عن هموم السياسة وانتكاسات الاقتصاد والكوارث الطبيعية. وظيفة مضمونة بداية الشاب هيثم صقر (21 عاما) وهو جامعي تعلو البسمة محياه ابتهاجا بالعام الجديد يقول: بالنسبة للعام الجديد فليس لدي هم إلا الدراسة وجل تفكيري منصب على الاجتهاد في المذاكرة، فأنا على وشك التخرج والدخول إلى العمل، وما يسعدني أن وظيفتي مضمونة، ولكن قبل التحاقي بالعمل سوف أسافر في جولة سياحية لأنني أحب السفر والترحال، وعن الاحتفال بقدوم العام الجديد يقول صقر: بصراحة في المملكة لا نحتفل إلا بالعيدين عيد الفطر والأضحى فقط، أما الاحتفال بحلول عام جديد أعتقد أنها مناسبة للتذكر والتدبر في مرور الأيام والسنين على الإنسان. إكمال دراسة مصطفى النجار (23 عاما) جامعي يقول: بداية كل عام جديد أحتفل بالاستجمام على شواطئ البحر، واستمتع بالألعاب البحرية، وبذلك أكون استقبلت العام وأنا في حالة نفسية جيدة، فالتجديد مطلوب بكسر الروتين اليومي الذي تعودنا عليه طيلة العام. ويضيف مصطفى «أما بخصوص ما أطمح إليه في العام الجديد التخرج من الجامعة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، لكي أنفع والدي بالسفر إلى الخارج وإكمال دراستي هناك هذا كل ما يؤرقني». الزواج راحة إبراهيم وعبدالله محمد قالا: نحن بصدد افتتاح مشاريع جديدة تخدم مصالحنا التجارية، خصوصا أن الاقتصاد الوطني انتعش، لذلك اجتهدنا العام الماضي ما أعطانا الدافع القوي والاستعداد المبكر للعام الجديد، ولدينا النية والرغبة في إكمال نصف ديننا، ألا وهو الزواج، ففي الزواج استقرار للنفس وترتيب أفضل من العزابية المملة التي كلها عشوائية. أما عبدالرحمن الصايغ فيرى أن العام الماضي لم يكن على ما يرام كما يقول: «بصراحة استهترت بالدراسة قليلا ولم أجتهد كثيرا فيها ما أثر على معدلي وتخرجت بتقدير غير مقنع، وعندما سمعت عن فتح أبواب البعثات للخارج تقدمت مع بداية العام، وأقنعت والدي بالفكرة ولم يمانع في القبول، وها أنا أحزم حقائبي استعدادا لرحلة جديدة في حياتي، حيث إنني رسمت خطا جديدا لي في الحياة». زواج وسفر أما أحمد الجيزاني (24 عاما) فقد استعد لدخول القفص الذهبي والخروج من سجن العزوبية، ويقول الجيزاني: مع بداية العام الجديد أكرمني الله بوظيفة جيدة براتب ممتاز في شركة منذ شهر تقريبا، ما حفزني على أن أبدأ في توفير مبلغ من راتبي، ووضعه في البنك لأستقر في حياتي، وهدفي مثل كل شاب بالغ عاقل بناء أسرة متماسكة والعام الجديد وجه خير وأتمنى أن يوفقني الله بالعثور على الزوجة الصالحة ويرزقني الذرية الطيبة». أما عن استقبال العام الجديد فإنني أفضل أن أقضي هذا الوقت بين عائلتي الذين يسكنون بعيدا عني في جنوب المملكة، فأنا أسكن بمفردي في مدينة جدة غصبا عني لظروف عملي التي تحتم علي التواجد هنا، ولكنني أستغل أي فرصة مواتية لكي أقضي ولو أياما معدودة مع أهلي في مسقط رأسي. كمال أجسام يقول مروان بالبيد (21 عاما) جامعي تخصص تسويق «هدفي مختلف عن كثير من الشباب، فمع بداية العام الجديد قررت أن أشترك في ناد لكمال الأجسام، وكما هو معروف فإن العقل السليم في الجسم السليم، وفكرتي تعتمد على تنمية عضلاتي وتكبيرها، لذلك أرى أن رياضة كمال الأجسام رياضة مثالية، كما أنها رياضة محببة إلى نفسي جدا، فمنذ العام الماضي أخطط لممارستها وأنتظر بفارغ الصبر حلول العام الجديد وكلي ثقة لاستكمال دراستي، وأنا أستعد الآن للاشتراك في ناد حتى أتدرب بالطريقة الصحيحة والمثالية. ويضيف مروان «البحر هو المكان الوحيد الذي يمكنني أن أحتفل فيه في مثل هذه المناسبات، فأنا أعشق التجول بدبابات البحر في الأعياد والمناسبات الأخرى، بعيدا عن أجواء المقاهي والمعسل والمباريات والإزعاج، ولكن لا يمنع من قضاء بعض الوقت مع الأهل والأصدقاء».