تترصد وتراقب للإطاحة بالضحية والاستيلاء على ما بحوزتهم، يعتمدون القوة الجسمانية والخفة في التعامل، يختارون الضحية بعناية ويتركز اهتمامهم على كبار السن وذوي الأجسام الضعيفة. إنها عصابات تشكل هاجسا لبعض عملاء البنوك، وأصبحوا يتوجسون من مراجعة البنوك بغرض الإيداع أو السحب أو أية عملية مصرفية، رغم تقدم وسائل العمل المصرفي لدى البنوك. أطلق النار وهرب تعرض مواطن في الأربعينيات من عمره إلى سطو أمام أحد البنوك المحلية في الدمام، حيث أطلق الجاني أعيرة نارية من سلاحه باتجاهه فأصابه ومرافقه ثم سارع بخطف الحقيبة التي كان يحملها وبداخلها 500 ألف ريال، كان على وشك إيداعها البنك، وأثناء هروب الجاني اعترضه رجل أمن محاولا إيقافه إلا أنه عاجله برصاصة أصابته في فخذه وولى هاربا. شبكة تستهدف العملاء في قصة أخرى حدثت في جدة لشبكة من سبعة أفارقة تخصصت في ترصد وسلب ونهب عمال المصارف والبنوك، وبالحيثيات المتوافرة فإن رجال الأمن رصدوا أحد المتهمين قرب بنك في حي مشرفة برفقته اثنان من أعوانه كانوا يرقبون تحركات العملاء من سيارة متوقفة في مكان منزو، فيما تفرغ آخرون في الالتفاف حول المبنى ومراقبة العملاء والمارة، وبعد نصف ساعة من الرقابة رصدت دورية سرية تتبع وحدة التحريات والبحث الجنائي أحد المشتبهين أثناء إجرائه مكالمة هاتفية، ثم غادروا الموقع، فيما تتبعتهم الدورية السرية إلى بنك آخر، وتكرر ذات السيناريو حينما وزع الجناة الأدوار فيما بينهم، لتربط السلطات الأمنية تحركات المشتبهين ببلاغات اعتداءات ضد عملاء مصارف، واتخذت العصابة من أسلوب المغافلة في خطف حقائب العملاء والهروب في سيارة تنتظرهم في مكان غير بعيد عن الموقع، كما تعمدت الشبكة على استهداف العملاء السائقين الذين يضطرون النزول من سياراتهم لشراء أغراض من المحال التجارية، أو الذين يغادرون مركباتهم لأداء الصلاة. مندوبو الشركات في موقع آخر، اتخذت عصابة في جدة تخصصت في سرقة مندوبي الشركات والمؤسسات بخطف حقائبهم أمام البنوك، وأشارت العصابة في اعترافاتهم لرجال الأمن بعد إلقاء القبض عليهم أنهم مارسوا عملهم عبر طرق عدة، منها الهجوم الخاطف على الضحية دون الاعتداء عليهم بالضرب، وسحب الأموال والهروب السريع أو سرقة الأموال من سيارة العميل بعد عملية ترقب ومتابعة. وأشارت العصابة إلى أنهم ينفذون سرقاتهم في فترات مختلفة ويختارون بنوكا عدة على امتداد المحافظة. 350 ألفاً ثلاثة أفارقة سرقوا مبلغ 350 ألف ريال من مواطن، وفي الحيثيات أن أفراد العصابة كانوا يراقبون العميل منذ دخوله بنك شمال جدة، وبعد خروجه اعتدوا عليه وسلبوا المبلغ الذي بحوزته، معتمدين على قوتهم الجسمانية وسرعتهم في الركض نحو شخص ينتظرهم في سيارة مستأجرة. أمن المهمات محمد بالطو (رجل أعمال) يقول يجب توفير أمن مهمات على جميع البنوك، لأن المصارف مثلها أية مؤسسة وشركة وسفارة وقنصلية، لذلك لا بد من التنسيق مع الشرطة لمنع السرقات، ولزرع الخوف داخل بعض ضعاف النفوس من العصابات، فنحن رجال الأعمال مصالحنا مع البنوك كثيرة وتتطلب المجيء إليها بشكل يومي ولا أخفيك مشاعر الخوف التي تتملكني خاصة عند حملي لمبالغ كبيرة بغرض إيداعها أو سحبها. يتملكني الخوف حمدي المزروعي (متقاعد) لا أملك مبالغ كبيرة حتى أخاف، ولكن أقرا ما ينشر في الصحف عن بعض العصابات التي تخصصت في السلب والنهب من أمام البنوك، واتمنى تكثيف الدوريات الأمنية حول البنوك. من أمن العقاب عبد الرحيم الجهني يقول في البداية درجت هذه العصابات على السطو على بعض عملاء البنوك، وأرجع السبب الرئيسي لهذا الموضوع كثرة المتخلفين وتكوينهم عصابات متخصصة بغرض التخطيط والتدبير للسرقة، لذلك أتمنى على المسؤولين الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بالقيام بعمل يضر بسمعة الوطن. تغيير وجهتي غلام رسول (مندوب شركة تجارية في جدة) يقول أنا مندوب أقوم بشكل شبه يومي بإيداع مبالغ مالية تخص الشركة، ولا أخفيك بالرهبة التي تتملكني منذ خروجي إلى أن أصل للبنك، لذا أحاول تغيير البنك الذي أذهب إليه في وقت سابق، كما اتعمد تغيير الشنطة، فمرة سوداء ومرة بيضاء وأخرى بنية وهكذا، حتى أنني ذات مرة وضعت مبلغا كبيرا في كيس يخص محلا تجاريا وعليه علامته لكي لا ألفت النظر، ودائما تجدني أقف بسيارتي أمام البنك مباشرة وإذا لم استطع أذهب لآخر، وبهذه الطريقة أكون قد ابتعدت عن الخطر بشكل كبير فالحرص واجب أولا وأخيرا. البصمة والحدود المستشار الأمني اللواء المتقاعد دكتور حمود ضاوي القثامي، قال: مع الأسف بعض المتخلفين يشكلون عصابات السرقة والنهب، فهناك من يقبض عليه ويرحل إلى بلاده لكن يعود بعدها لممارسة أعماله الإجرامية، لذا لابد من ضبط الحدود، بحيث لا يمكن للمرحل أو المبعد العودة للمملكة، وذلك لا يتم إلا بتفعيل نظام البصمة بكل أنواعها، ولابد أيضا ضرورة وعي المواطن بأخذ الحيطة الحذر والابتعاد عن لفت الأنظار بحمله مبالغ كبيرة. أمن سري من الناحية الأمنية فقد وجه اللواء علي الغامدي مدير شرطة جدة بالتنسيق مع إدارات البنوك تخصيص فرق أمنية سرية داخل وخارج البنوك. في حين نوه العقيد مسفر الجعيد (المتحدث الإعلامي في شرطة جدة) أن يكون عميل البنك هو من يحرص أولا على نفسه وأمواله بأخذ الحيطة والحذر، لكي لا يكون فريسة سهلة بين يدي العصابات، ونضع اللوم على البعض لتساهلهم عندما تكون بحوزتهم مبالغ كبيرة بتركها في السيارة عند نزولهم لقضاء غرض آخر لهم، لذلك يجب التنبه والحرص وأخذ الحيطة والحذر.