في حديثه لصحيفة الرياض يوم أمس أبدى رئيس لجنة المقاولين في الغرفة التجارية في جدة المهندس عبد العزيز حنفي مساندة اللجنة للسلطات في الكشف عن الفساد الإداري ومعاقبة المتسببين في كارثة سيول جدة، وأنها على استعداد لتقديم كل المعلومات التي تحتاجها، مشيرا إلى وجود معلومات لدى اللجنة عن مشروعات تمت ترسيتها على مقاولين ثم مرروها لمقاولين آخرين من الباطن مما أثر كثيرا على جودة مشروعات البنى التحتية في مدينة جدة، مرجعا ذلك إلى ضعف المبالغ المالية المخصصة لتلك المشروعات مما اضطر المقاولين إلى تمريرها إلى مقاولين آخرين ليس لديهم مصروفات كبيرة فنفذوا تلك المشروعات بأقل التكاليف، رغم أن النظام ينص على عدم تمرير أي مشروع من الباطن إلا بموافقة خطية من الجهة التي رست المشروع. شكرا يا باشمهندس على هذه المبادرة، ولكن لماذا لم تقدموا هذه المعلومات المهمة إلى لجنة التحقيق التي طالبت في وقت مبكر كل من لديه معلومات تتعلق بالكارثة أن يقدمها بشكل فوري، لاسيما والقضية في أساسها مقاولات في مقاولات ومقاولين في مقاولين؟ وهل ثمة أي قدر من التعاطف المستتر مع المقاولين يشي به قولك: الشركات التي نفذت المشروعات لا تتحمل المسؤولية وحدها فهناك المكاتب الاستشارية المعتمدة وهناك الجهة التي رست المشروع، حيث لا يمكن إعفاء هذه الجهات من المسؤولية وتحميلها للمقاول وحده؟. حكاية (من الباطن) نعرفها جيدا ونعرف أنها أثرت على كل مشاريعنا، ولكن باطن عن باطن يفرق، هناك باطن يتقلص تدريجيا حتى يتلاشى، أي حتى لا يوجد مشروع فعلي، ولا يمكن إرجاع السبب إلى ضعف الاعتمادات المالية في كل الحالات وإنما إلى فساد المنظومة التي ذكرتها، المقاول والمكتب الاستشاري وجهة الترسية، ولا يوجد عاقل يقول بتحميل المسؤولية على المقاول وحده، وإنما العاقل هو الذي يقول إن المسؤول الفاسد يختار المكتب الاستشاري الفاسد لينتج تضافرهما عن اختيار مقاول فاسد، ليحصد الناس مشروعا فاسدا. وهنا لابد من التأكيد أنه لا يصح التعميم، إذ لابد من وجود مقاولين تتوافر لديهم الأمانة ويحرصون على الكسب الحلال، بيد أن مشكلتنا ليست معهم وإنما مع الآخرين الذين يعشقون المال الحرام ويتسببون في الخراب، ولهذا كنا نتمنى عليك يا سعادة المهندس أن لا تتسرع بقولك إن (جميع) المقاولين المعروفين لديكم والذين نفذوا مشروعات لأمانة جدة مازالوا يمارسون نشاطهم دون تغيب أو اختفاء لأحدهم، وأن هذا يدل على عدم وجودهم ضمن قائمة الموقوفين، وأن إيقاف بعض رجال الأعمال مجرد شائعة غير صحيحة .. سؤالنا هنا: إذا لم يشترك أحد من هذا (الجميع) فيما حدث لجدة فمن أي كوكب هبط مقاولوا الخراب ثم عادوا إليه؟. لا تتسرع يا سعادة المهندس، نحن في بدايتها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة