لم تحصد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي يمر عليها اليوم عام كامل، من هم فوق الأرض، وفي المنازل والملاجئ من الرجال والنساء والأطفال، بل لاحقت نتائج تلك الحرب البشعة من هم في أرحام أمهاتهم، لتقتل وتشوه براءة الأطفال الذين يولدون كل يوم بعاهات لا ذنب لهم فيها، سوى أنهم كانوا أجنة في بطون أمهاتهم اللواتي ظنن أن فلذات الأكباد هم في حماية من صواريخ الطائرات وقذائف المدفعية والدبابات ورصاص جنود الاحتلال. وتؤكد المراكز الصحية ومراكز المرأة وحقوق الإنسان في قطاع غزة، أن نساء غزة يواجهن مشكلات اجتماعية وصحية متزايدة من بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، وبحسب المنظمات المدنية المعنية بمتابعة أوضاع النساء في القطاع المحاصر، فإن حالات الإجهاض غير المرغوب فيه أصبح مشكلة واسعة الانتشار ومتكررة في القطاع، في حين حذر خبراء ومختصون تزايد نسبة تشوهات الأجنة في القطاع جراء العدوان الإسرائيلي الأخير واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، وترجع الهيئات الطبية في غزة هذه المشكلة بالأساس إلى قيام إسرائيل باستخدام «الدايم والفسفور الأبيض» خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع إلى جانب تدهور الأوضاع النفسية للمرأة الفلسطينية. السيدة سميرة (25 عاما) من سكان بيت لاهيا شمال قطاع غزة، انتظرت شهورا وأسابيع وأياما طويلة، بعد حملها الأول، لترى طفلها الصغير، لكن صدمتها كانت كبيرة عند ولادتها لطفلة مشوهة، لم تتمالك رؤيتها، وفرت هاربة من المستشفى لتلقى الطفلة الوليدة حتفها بعد 24 ساعة من ولادتها. أما السيدة حنان من بلدة بيت حانون، فقد كانت عروسا جديدة لم يمض على زواجها إلا شهر واحد عند اندلاع الحرب، واستشهد زوجها في حرب غزة، وأخبرها الأطباء أنها حامل بتوأمين، وقالت إن الله قد عوضها عن زوجها بطفلين سيملآن عليها حياتها بعد خروجهما للحياة، ولكن عندما جاء موعد الولادة كانت الصدمة الكبرى، فقد أنجبت طفلين مشوهين. مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في غزة الدكتور معاوية حسنين كشف عن أن عدد الأجنة المصابة بتشوهات خلقية نتيجة استخدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، الأسلحة المحرمة دولياً مثل الغازات السامة والقنابل الفسفورية وقذائف الدايم، وصل إلى عشرات الحالات خلال العام الماضي، مؤكداً أن العدد مرشح للمئات خلال الفترة المقبلة. وأوضح حسنين أنه نتيجة استخدام إسرائيل هذه الأسلحة المحرمة دولياً تبين من خلال الفحص الطبي وجود عشرات المصابين بالعقم، وسرطان الرحم عند النساء اللاتي تعرضن بشكل مباشر لمثل هذه الأسلحة.