تفاقمت المشاكل الاجتماعية والصحية التي تواجه سكان قطاع غزة وخاصة النساء جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وأظهرت المراكز النفسية المعنية متابعة أوضاع المواطنين في القطاع المحاصر، تدهور الأوضاع النفسية للمواطنين وخاصة النساء بسبب الضغوط المتزايدة، إضافة إلى حالات الإجهاض غير المرغوب فيها، والتي أصبحت مشكلة واسعة الانتشار ومتكررة في القطاع، بسبب الأسلحة المحرمة مثل «الدايم والفسفور الأبيض» وغيره من الأسلحة التي استخدمها جيش الاحتلال لأول مرة في قطاع غزة خلال العدوان الأخير. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن نسبة الإجهاض غير المرغوب فيه والولادة المبكرة ارتفع بشكل كبير في مرحلة الحرب وبعد انتهائها بقليل، نتيجة الخوف الشديد والضغط النفسي الذي تعرضت له النساء الحوامل خلال الحرب، إضافة إلى العواقب الصحية المباشرة لاستنشاقهن لغازات سامة كانت تنبعث من القذائف التي تطلقها القوات الإسرائيلية. وأشارت المصادر الطبية إلى ولادة عدد من الأطفال المصابين بتشوهات خلقية نتيجة استخدام الاحتلال لأسلحة محرمة دوليا، منها «الدايم» و «الفسفور الأبيض»، والتي تخلف «غازات سامة». وتخشى المصادر الطبية من آثار طويلة المدى على الصحة الإنجابية للمرأة الفلسطينية جراء الاستخدام المفرط والمحرم للقذائف خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع المحاصر، خاصة وأن هذه الأسلحة التي تغلغلت في التربة ووصلت إلى المياه الجوفية ستترك آثارا مدمرة على الصحة قد تمتد إلى عشر سنوات. في الوقت نفسه، رصدت الهيئات الطبية في القطاع نسبة كبيرة للوفيات بين الأطفال الذين ولدوا مبكرا أو في الموعد، خلال الحرب الأخيرة على غزة وبعدها. وتشير التقارير، التي تعدها الهيئات الطبية العاملة في غزة، إلى الضرر النفسي الجسيم الذي تعرضت له النساء في القطاع جراء التعرض لعملية الإجهاض غير المرغوب فيه أو المرور بتجارب عصيبة لدى الولادة أو عند فقدان الأطفال حديثي الولادة. وتقول هذه الهيئات، إن المراكز النفسية والخطوط الهاتفية الخاصة بالاستشارات النفسية تواجه تزايدا كبيرا في هذه الحالات. الدكتور خالد دحلان طبيب في مركز غزة للصحة النفسية قال «تأتينا حالات كثيرة من نساء يعانين مشكلات متركزة حول آلام جسدية وعضوية كآلام في المفاصل أو الرأس، ويقلن إنهن ذهبن للأطباء أو للمستشفيات وأخذن كل الأدوية المطلوبة، غير أنها غير مجدية ولا تزيل الألم، فيطلب منهن الطبيب التوجه للعيادات النفسية لأنهن يعانين أعراضا نفسية قاسية». وأضاف أن المشكلات النفسية التي تعاني منها النساء تتراوح بين الاكتئاب الحاد المصاحب في الرغبة في إنهاء الحياة وحالات التعثر في الكلام، مقرا أن استمرار تدهور الأوضاع في غزة لا يسهم في سرعة علاج هذه الحالات بل إنه في بعض الأحيان يؤدي إلى تدهورها.