اتخذ عمال إحدى شركات النظافة المتعاقدة مع أمانة محافظة جدة من شعار «الحاجة أم الاختراع»، مبررا لتنظيف أجسادهم من الأوساخ التي تتجمع عليها بعد عمل يوم مضن يقضونه في شوارع العروس. ولم يتوان العمال في ظل افتقار مساكنهم للحمامات، من أن يجيروا حاويات النفايات الكبيرة المليئة بالمياه لصالح النظافة وتغطيس أجسادهم فيها والاستمتاع بنعمة النظافة التي يقدمونها لغيرهم من الناس. وعلمت «عكاظ» من العمال أن السكن المقدم لهم من الشركة هو عبارة عن (حوش شعبي) في حي بريمان ويفتقد لدورات مياه مجهزة، ما دفعهم لاستحداث طريقة بدائية يتم من خلالها تصريف المياه التي يستخدمونها عبر شق مجرى تتسرب المياه فيه نحو حفرة تم صنعها يدويا، ومحمية بقطع من البلوك والألواح الخشبية. من جانبهم، أعرب سكان الحي الملاصقة منازلهم لسكن العمال عن انزعاجهم من هذه التصرفات، لا سيما مع انبعاث الروائح الكريهة من داخل السكن وتكاثر الحشرات في الموقع لاحتواء الحوش على المياه الملوثة الناتجة من الاستحمام اليومي وعمليات غسيل السيارات التابعة للشركة والتي تستخدم في نقل النفايات. وأبلغ «عكاظ» مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة أحمد الغامدي أن تصرف العمال ووضعهم مخالف لتعلميات وأنظمة الأمانة، مؤكدا أن الأمانة ستحاسب مسؤولي الشركة حول وضع عمالها. وأشار إلى أن الأمانة كلفت بهذا الخصوص بلدية بريمان للوقوف على الموقع ميدانيا وإعداد تقرير عن الوضع كاملا، مع توجيه إنذار لمسؤولي الشركة بإخلاء الموقع «فورا» ونقل العمال إلى موقع خارج حدود الأحياء السكنية، ومتابعة الوضع حتى تعالج المشكلة نهائيا. وكشفت جولة «عكاظ» على الموقع عن مضي ثلاثة أشهر لم يتقاض فيها العمال رواتبهم التي لا تزيد على 500 ريال في الشهر. وقال أحد عمال الشركة: «نعلم أن تصرفنا خاطئ ولكن السكن المخصص لنا يفتقر للتجهيزات التي نحتاجها، فنحن نسكن حوشا شعبيا متهالكا، تستخدمه الشركة كمواقف لناقلات النفايات، ما يعني عدم صلاحيته للسكن نهائيا». واعترف مسؤول في الشركة (تحتفظ الصحيفة باسمه) بصعوبة أوضاع العمال، مشيرا إلى أنه «خاطب إدارة الشركة مرات عدة عن ظروف السكن (غير الإنسانية)، لكنها إلى الآن لم تتجاوب مع ملاحظاتنا». وقال إن مسؤوليتنا في الشركة لا تسمح لنا باتخاذ قرارات كبيرة مثل تعديل أوضاع سكن العمال أو تغييره أو حتى نقله.