ينهض أئمة المساجد بدور اجتماعي وتوعوي مهم، وذلك من خلال خطب يوم الجمعة التي يمكن النظر إليها باعتبارها دروسا أسبوعية يزيد من فاعليتها وتأثيرها ما تتمتع به من مكانة دينية تجعل من الاستماع إليها فرضا، وتجعل من الوقار في الاستماع واجبا. ودور خطيب الجمعة دور تأسس عبر التاريخ وكرس للعلاقة الوثيقة التي تربطه بالمصلين خلفه والمؤتمين به والمصغين لخطبه، على نحو يجعل بإمكاننا اعتبار خطيب الجمعة مثقفا عضويا من حيث الصلة الوثيقة التي تربطه بالمجتمع واهتمامه بالقضايا الاجتماعية التي تشكل مشاغل وهموم مجتمعه، وأهم من ذلك من حيث دوره التربوي والتوعوي الذي ينهض به تجاه المجتمع. من خلال ذلك كله، يمكن لنا أن ندرك التأثير لخطب الجمعة والأثر الذي يمكن أن تتركه لدى المتابعين لها، وهو أثر يختلف سلبا وإيجابا بحسب وعي الخطيب وإدراكه حجم الأمانة التي هو مؤتمن عليها. وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى لخطباء المساجد ينهضون بدورهم على الوجه الذي ينبغي أن يكون عليه، إلا أن من بينهم من لا يدرك أهمية دوره فيتسم عمله بالإهمال أو يفرط في الأمانة التي اؤتمن عليها، فتصبح خطبه مجالا خصبا لتكريس التطرف والغلو أو ميدانا للنيل من المجتمع والطعن فيه، وهو ما دفع وزارة الشؤون الإسلامية إلى إعفاء الكثير من خطباء الجوامع ممن جانبوا الصواب في خطبهم، كما أوضح وزير الشؤون الإسلامية. ولعل الأهم من إعفاء الخطباء، وهو أمر صائب يهدف إلى حماية المجتمع، تلك الدورات التي تعتزم وزارة الشؤون الإسلامية عقدها لرفع مستوى الخطباء والدعاة والوعاظ، وكذلك العمل على مراجعة ما يهم هذه الفئة كل ستة أشهر، وبذلك نضمن فاعلية وسلامة الدور الذي ينهض به الخطباء والدعاة والوعاظ تجاه المجتمع. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة