أبواب الخير كثيرة ودروب الخيارات متنوعة، فلماذا نحاول أن نضع أبناءنا في قالب واحد غير قابلين لهم أن يتشكلوا بما يتناسب مع ميولهم واستعداداتهم، لماذا لا نفتح لهم أبواب الحريات والخيارات؟ لماذا تكون الإجابة واحدة فقط؟ إن القاعدة التربوية بقوله تعالى (ولكل وجهة هو موليها) تنادي بأعلى صوت وبأفهم بيان لكل مربي إن أبناءنا مختلفون في مواهبهم، إن أبناءنا لهم خصوصيتهم وكأنها تقول احترموا فكرهم احترموا آراءهم، وتنبه كل مرب أن لولدك مساحة من الإبداع المتخصص، ولكل منهم وجهة فيبدع في هذه الوجهة ويسمو في تلك الزاوية. ليس اختلاف التميز والإبداع في أبنائنا فقط، بل هناك جوانب برزت في سلوكيات أنبيائنا ميزة لكل نبي فكان يحي قويا بأخذ الكتاب وسليمان فاهما وداود عابدا وعيسى زاهدا ويعقوب حكيما وأيوب صابرا ويوسف مفسرا (ولكل وجهة هو موليها). فوظيفة المربي الفعال اكتشاف وجهة الطفل واستثمار إبداعه في هذا الجانب وتطويره وترقيته في مقامات الإبداع المتخصص. ومن الأخطاء التربوية القاتلة قصر الابن على فعل معين أو توجه معين أو دراسة معينة لقرارة بنفس المربي ورغبة منه، ولم يضع في اعتباره حرية الاختيار، وتنوع الخيارات، واحترام شخصية الابن، وهنا يكون الإفساد أكثر من الإصلاح، حيث لن يستمر الابن في وجهة إبداعه، ولن يتميز فيما قصر عليه. فضع ولدك بالمكان والوجهة المناسبة؛ فالذكاءات متعددة فمنهم من يمتلك ذكاء رياضيا، وآخر لغويا، وثالث اجتماعيا، ورابع تجاريا، فلا يصح أن نضع من يمتلك موهبة أدبية نضعه ببرنامج علمي ونطلب منه التميز والإبداع. [email protected]