عارض ستوكهولم أو متلازمة ستوكهولم هو مرض نفسي يصيب بعض الأشخاص الذين يتعرضون للاختطاف والاحتجاز لفترة من الزمن فيستسلمون لخاطفيهم ومعذبيهم ويتحولون إلى مساعدين مخلصين لهم، وقد تم اكتشاف هذا المرض بعد قيام عصابة باقتحام بنك في ستوكهولم واحتجاز من فيه من الموظفين، وحين قامت الشرطة السويدية بعملية لإنقاذ الرهائن فوجئت بهولاء الرهائن وهم يدافعون عن خاطفيهم ويقاتلون بشراسة إلى جوارهم!. ولعلكم قرأتم بعض الأخبار التي تتناقلها وكالات الأنباء العالمية حول فتاة أو طفل تعرض للاختطاف والتعذيب لسنوات طويلة يسير خلف من اختطفه في الشارع دون أن يجرؤ على الفرار أو إبلاغ رجل الشرطة القريب، بل على العكس من ذلك يقوم بتنبيه الشخص الذي اختطفه في حال استشعار أي خطر، ومن أكثر الناس عرضة لهذا المرض أسرى الحرب والمعتقلون وبائعات الهوى والأطفال ضحايا الانتهاك. ويبدو أن مثل هذا العارض قد أصاب بعض الكتاب والشخصيات العامة الذين لم تعجبهم هذه الحرب الشرسة ضد قوى الفساد والنهب فانطلقوا ينتقدون كل من يتحدث عن هذا الملف من خلال تكتيكات مختلفة أهمها تكتيك (الفساد في كل مكان) وهذه كلمة حق أريد بها باطل، فلا أحد يختلف على أن منهج مكافحة الفساد لا قيمة له إذا لم يشمل كل القطاعات وإذا لم يطل كل متورط فيه (كائنا من كان) ولكن هذا لا يعني إغلاق ملف كارثة جدة بل فتحه على مصراعيه كي يكون بوابة تاريخية لمكافحة الفساد وحماية الأموال العامة، أما التكتيك الآخر فيقوم على نشر حالة اليأس وفقدان الأمل بإصلاح، وشعار الفريق الذي يروج له: (ما فائدة الصراخ بلا نتيجة؟). محامو الفساد من كتاب ومثقفين وشخصيات عامة ليسوا بالضرورة من المستفيدين من قوى الفساد، ولكنهم أصيبوا بعارض ستوكهولم وتعودوا على الحالة المريعة التي وجدوا أنفسهم فيها بعد أن استشرت آثار الفساد في كل تفاصيل حياتهم، فأصبحوا مستعدين للدفاع عن خاطفيهم ومهاجمة كل من ينبس ببنت شفة حول الفساد.. وهم اليوم بأمس الحاجة إلى طبيب نفسي!. Klfhrbe@ gmail.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة