تابعت الأسبوع الماضي حلقة من برنامج تلفزيوني مباشر عن الشباب السعودي، يستطلع مقدموه آراء مجموعة من الشباب في مقابلات مسجلة، وكم أحزنني ما شاهدت من ضحالة الرأي وعدم القدرة على التعبير، وإن لم يكن هذا الأمر مفاجئا لي، إلا أن رؤيته على الشاشة مما أثار مشاعري، فالتلعثم عند السؤال عن الرأي هو السائد، ونادرا ما تجد من يعبر عن رأيه بطلاقة ويتطرق إلى جوانب هامة من الموضوع، وعتبت على المخرج الذي كان من المفترض أن يسجل عددا أكبر من اللقاءات ويختار منها ما كان معقولا ليدرجه ضمن البرنامج. ولا آتي بجديد عند قولي إن التربية هي السبب، فالطاعة العمياء للوالدين والمعلمين هي ما تربى عليه، فالحوار شبه مفقود والتعبير عن الرأي مرفوض. مما يولد كبتا للمشاعر وعدم القدرة على التعبير عنها، فالتعبير عن المشاعر مهارة مكتسبة، إن لم يعود عليها الطفل صغيرا صعب عليه اكتسابها كبيرا، وهي خطوة تسبق التعبير عن الرأي، ومن لم يعتد التعبير عما يحس أي عن ما في داخله فلن يتمكن من التعبير عن ما حوله. وكنوع من التعبير عن المشاعر، قدرة الشخص كبيرا أو صغيرا على الاستفسار عن ما يغمض عليه، فطرح الأسئلة المناسبة مهارة تسبق القدرة على التعبير عن الرأي، وهي مهارة يلاحظ نقصها المعلمون أمثالي، فبعد شرح أي جزء من الدرس أطرح السؤال عن وجود استفسار أو الرغبة في طرح أي سؤال للفهم، ونادرا ما أتلقى سؤالا وقد تستأذن طالبة فأسعد وأستعد لسؤالها لكنها تطلب الذهاب إلى دورة المياه! أمامنا كمربين خطوات علينا اجتيازها قبل أن يصل شبابنا إلى ما نصبو إليه من ثقة بالنفس وقدرة على التعبير عن الرأي وتقبل الآخر، علينا تعويد أطفالنا على التعبير عن مشاعر الحزن والفرح والألم وغيرها، كذلك محاورتهم ومعرفة رأيهم في أمور بسيطة، وتشجيعهم على السؤال وعدم الاستهزاء بهم حتى لو كان السؤال سخيفا. ومع الأسف فإن العديد من الأسر، حتى المثقفة منها، تفتقد الحوار في تعاملها، فلغتها أوامر ونواه دون نقاش، وقد يكون السبب أن فاقد الشيء لا يعطيه، لكنني أعتقد أن الإحساس بالمشكلة وأهميتها قد يدفع بعض المربين إلى تطوير أنفسهم والقراءة حول الموضوع ليعوض أبناءه عن ما افتقده. ومن هنا فإن تكثيف الطرح حول التعبير عن المشاعر عبر وسائل الإعلام مطلب ملح لتنبيه أولياء الأمور، فكثير منهم ينقصه الشعور بالمشكلة فضلا عن كيفية التعامل معها. ويأتي دور المعلمين في تنمية مهارة التعبير عن الرأي عبر طرائق التدريس الحديثة التي تبتعد عن التلقين، وتتخذ الحوار والمناقشة أسلوبا، وتعود الطالب على التعلم الذاتي، فالمفترض في التعليم اليوم أن يكون وسيلة لتنمية عدد من المهارات التي تصقل شخصية الطالب ومن بينها مهارة التعبير عن الرأي، أما أسلوب التلقين التقليدي فقد أثبت فشله في إكساب الطالب أي مهارة سوى مهارة الحفظ. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة