نتحدث بين وقت وآخر عن ظاهرة الاتجار بالبشر، وهي لا شك غير إنسانية يحاربها العالم أجمع وضحاياها هم الفقراء من مختلف الجنسيات الذين تتلاعب بمصائرهم المافيات العمالية في بلدانهم والبلدان التي يرسلون إليها. ولكن ثمة ظاهرة محلية مشابهة لهذه الظاهرة ومختلفة عنها في التفاصيل بدأت تنمو تدريجيا وضحاياها من الشباب الذين يبحثون عن أية فرصة عمل، يمكننا أن نسمي هذه الظاهرة الاتجار بعرق الجبين، وتتلخص في حصول الشاب أو الشابة على فرصة عمل في مؤسسة كبرى أو بنك أو مستشفى ثم يكتشف مع مرور الأيام حجم المقلب الذي شارك مضطرا في صناعته: فهو ليس موظفا في هذا المكان بل في شركة ترتبط بعقد تشغيل مع هذا المكان!. وهكذا مثلما تبيع شركات الكهرباء الطاقة على المصانع والبيوت، تبيع الشركة المشغلة عرق جبينه إلى مؤسسة كبرى لا تريد أن تدفع رواتب عادلة أو تلتزم بالرعاية الصحية أو غطاء التأمينات أو برامج التدريب والتطوير، فتلجأ لهذه الشركة المشغلة التي تؤمن لها (الأنفار) بأسعار زهيدة وبعقود قصيرة المدى. لم تعد الظاهرة حكرا على شركات تقوم بمقاولات مؤقتة، بل إن (أكبرها وأسمنها) من المؤسسات والشركات بدأت تلجأ إلى هذه الخطة العجيبة للتنصل من التزاماتها تجاه العاملين لديها، البنوك والمستشفيات الحكومية وشركات اتصالات بل وحتى شركات نفط تفعل ذلك، الكثير من المؤسسات والشركات العملاقة أصبحت قادرة اليوم على القول بأن هؤلاء الموظفين الذين يحضرون إليها من الصباح إلى المساء لا يعملون لديها، بل هي اشترت طاقتهم بصورة مؤقتة ضمن عقد بيع عرق الجبين الذي أبرمته مع الشركة المشغلة!. مهما كانت الأوراق والعقود خالية من الثغرات.. فإن الثغرة الأخلاقية كبيرة، العلاقة بين العامل وجهة عمله قائمة على الحقوق والواجبات، والعامل ليس مولدا كهربائيا.. بل إنسان!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة