استعرض الرئيس السوري بشار الأسد أمس مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري التطورات الإيجابية السائدة في لبنان وسورية وتاريخ العلاقات بين البلدين وكيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت هذه العلاقات خلال مرحلة معينة. وذكر بيان رئاسي سوري أن الأسد والحريري، الذي بدأ أمس زيارة إلى سورية تستمر يومين، أنه «جرى الاتفاق على فتح آفاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات وتعكس الروابط الأخوية التي تجمع شعبي سورية ولبنان وتاريخهما المشترك». وذكر البيان السوري أن الأسد أكد تطلع حكومته إلى إقامة علاقات حقيقية واستراتيجية مع سورية تعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين ومصالحهما، وأن العلاقات الطيبة والمتميزة بينهما تعزز موقف البلدين وقوتهما، وتسهم في حماية لبنان والعروبة ووحدة الصف العربي في مواجهة السياسات الإسرائيلية المستمرة بانتهاكها للحقوق العربية. وشدد الأسد على أن سورية كانت ولا تزال حريصة على إقامة أفضل العلاقات مع لبنان انطلاقا من قناعتها ومواقفها المبدئية التي تعتبر أن العلاقات المتميزة والاستراتيجية بين البلدين تحمي المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين والعرب جميعا، وأن أمن واستقرار لبنان هو من أمن واستقرار سورية والعكس صحيح. وأقر أن سورية لن تدخر أي جهد يسهم في توطيد علاقات البلدين ووحدة لبنان وتعزيز أمنه واستقراره. وأضاف البيان أن «اللقاء تناول المستجدات على الساحتين العربية والدولية وأهمية التنسيق وتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك». وكانت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان وصفت اللقاء بين الأسد والحريري، بأنه كان صريحا وإيجابيا ووديا وفتح آفاق جديدة تعزز تعاون البلدين في جميع المجالات. وقالت شعبان إن اللقاء: «بحث في كيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت العلاقات». وكان الأسد استقبل الحريري على مدخل قصر تشرين الرئاسي في دمشق، وتبادلا التحايا، قبل أن يبدآ محادثاتهما، التي تركزت على تطوير العلاقات بين البلدين، التي تدهورت بعد اغتيال الحريري في تفجير ضخم استهدف موكبه في بيروت في 14 فبراير (شباط) 2005. زيارة الحريري إلى دمشق هي الأولى منذ توليه السلطة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبعد نحو خمس سنوات من اغتيال والده، رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بتفجير في بيروت. ومن المقرر أن يجتمع الحريري، الذي يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، اليوم مع نظيره السوري محمد ناجي العطري ورجال أعمال سوريين. وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان زار دمشق أمس الأول، حيث قدم التعازي للأسد، وبحث معه آخر التطورات السياسية، ونتائج زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة.