نعم، بهم تعلو الهمم ويرتقي الوطن أعلى القمم، كانوا طوق النجاة في طوفان الأزمة، فهم وجه الوطن المشرق وبمن هم على شاكلتهم ينهض الوطن. أثبت شباب وفتيات جدة وطنية عالية في عتمة الفاجعة، فكانوا جنبا إلى جنب مع الجهات المسؤولة عن تضميد جراح الكارثة، شاهدت كما شاهد غيري الآلاف إن لم يكن الملايين الشباب الشجعان وهم يعبرون السيول الجارفة بشجاعة وإقدام، وهم كالطوق مكونين سلاسل بشرية بأيد متشابكة حتى لايغرق أحدهم، فقد خاضوا تلك التحديات مع إدراكهم لحجم المخاطرة التي تواجه حياتهم في السير وسط أمواج السيول لإنقاذ العوائل في المركبات التي احتجزتها المياه. إنهم صفحة ناصعة البياض في سجل الوطن طرزتها إنجازاتهم. هؤلاء المتطوعون بحاجة إلى دعم معنوي وتكريم، وإظهار الإعلام لهم بالصورة التي تليق بهم كأبطال، فهي المكانة التي يستحقونها وهي الحافز لهم ولغيرهم لبذل الخير والعطاء وخدمة الوطن، فهم جنود عبد الله بن عبد العزيز في الأزمات. وصل عددهم في إحصائيات سابقة إلى 7000 شخص.. وليس من العدل أن نتحدث عن المتطوعين والمتطوعات دون أن نتحدث عن الشهيد الباكستاني فرمان علي رحمه الله الذي ضحى بحياته في سبيل إنقاذ حياة 14 شخصا، إنها مظهر من مظاهر اللحمة الوطنية التي يشترك فيها أبناء الوطن والمقيمون على حد سواء، وهذا ما يدعو للفخر بأن وصلنا إلى هذه المرحلة من الوعي والتكافل الاجتماعي. هؤلاء المتطوعون أكدوا عملا وبما لا يدع مجالا للشك أنهم غيورون على وطنهم ومن يعيش على ترابه، فهم على النقيض من الفاسدين، فالفاسدون ذوو شخصيات نرجسية ويعانون من مرض شبيه بالزهايمر في مرارته على المجتمع وهو مرض الأنانية، فلديهم الاستعداد لأن يروا الجميع يموتون في سبيل أن يحيوا، بينما المتطوعون ضحوا بحياتهم في سبيل أن يحيا الجميع. نطمح من وزارة الشؤون الاجتماعية سن تشريع عاجل للتطوع، وعلى أن يتم التنسيق وتوفير الكوارد من طلاب الجامعات، بحيث يتم تخصيص ساعات دراسية فصلية تحت مسمى ساعات وطنية أو خدمة مجتمع ويتم تدريبهم وتأهيلهم للتطوع حسب التخصص أو الرغبة العامة، وعلى أن يتم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام لضخ ثقافة التطوع في المجتمع، فمن الأولى أن يتم تأسيس الأجيال القادمة على التطوع وحب الوطن من خلال مناهج التربية الوطنية، ومن رعاية الشباب الاستفادة من لاعبي كرة القدم المشهورين الذين يعتبرهم الشباب قدوة في نشر تلك الثقافة والاستفادة منهم، كذلك في رفع منسوب الوعي لدى الشباب، وأما من الوزارة فإنتاج برامج تساهم في تهيئة تلك الثقافة في المجتمع. وما قام به شباب وفتيات جدة لهو دليل قاطع يثبت أن فكرة التطوع الاحترافي يمكن تنفيذها في الوطن بنجاح، فقد عملوا بإخلاص وكفاءة عالية.. وحب الوطن والحفاظ على مقدراته كانا بوصلة أدائهم. لمتطوعي ومتطوعات جدة نقول ومن الأعماق: شكرا ثم شكرا ثم شكرا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة