إذا كنا في كثير من المناسبات نشير إلى الممارسات السلبية لبعض شباب بلادنا، فإن من الواجب وقد أثبت الشباب فتيات وشبانا أنهم على مستوى المسؤولية في ما قاموا به من أنشطة تطوعية بعد حوادث المطر ألف شكر وتحية لما يبذلونه من جهد ويقومون به من نشاط لخدمة المتضررين بسيول الأمطار. فكما ذكرت الصحف أنه رغم المأساة التي أصابت جدة بالكرب العظيم من جراء السيول، فقد كشفت عن معدن الإنسان السعودي الذي يتفاعل مع مأسي أخيه الإنسان في كل مكان، وبالتأكيد إذا كان المتضررون من أبناء الوطن والأقارب. ولقد رأيت بأم عيني – كما يقولون – شبابا خلال نزول المطر وهم يساعدون الأهالي على الخروج بسياراتهم من السيول وينقذون العوائل من المنازل التي وصلت المياه إلى الدور الأول منها، ويسبحون في السيول الجارفة لينقذوا ما أمكن من الذين جرفتهم السيول. وما إن انتهت الأمطار حتى تنادى المتطوعون فتيات وشبابا من خلال «ألفيس بوك» للقيام بالأعمال التطوعية لمساعدة المتضررين حتى بلغ عدد القائمين بالأعمال الخدمية تطوعا حوالي ألفي فتاة وشاب في صورة تؤكد التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع. وقال متطوعون إن المشاهد المأساوية والأضرار التي لحقت بالمنازل وساكنيها حفزتنا للمبادرة بالعمل التطوعي ومساعدة الجميع موطنين ومقيمين وتقديم سلال المواد الغذائية، وقال المشرف الميداني للمتطوعين ياسر أسعد إنهم قدموا ما يقارب أربعة آلاف سلة غذائية لسكان الأحياء المتضررة حيث احتوت كراتين المواد الغذائية على أكياس الأرز والسكر والحليب والقشطة والمكرونة والعصيرات والخضروات والفواكه والشاي والشابورة بالإضافة إلى أدوات النظافة وأدوات الطبخ وحقائب أدوات مدرسية تم توزيعها على أربعة آلاف أسرة بشكل أسبوعي فيما سوف يتم توزيع ألفي سلة غذائية إضافية خلال اليوم في إطار الجهود التي يقوم بها المتطوعون والمتطوعات، وعن كيفية استقبال الإعانات أكد أسعد أن ذلك يتم بطريقة منظمة وعبر أوراق رسمية لمعرفة الموارد والمصروفات. كما أكد رئيس لجنة أهالي جدة للتكافل ونائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية في جدة مازن بن محمد بترجي أن اللجنة بدأت بعد كارثة السيول في إغاثة ومساعدة المنكوبين والمتضررين، بالتعاون مع تسع جمعيات خيرية لتوزيع أكثر من خمسة آلاف سلة غذائية يوميا، مشيرا إلى أنهم استعانوا بأكثر من 1500 متطوع من الشبان والفتيات يعملون على إعادة الطمأنينة إلى السكان المتضررين. لافتا إلى أن اللجنة دعت مختلف الشركات والمؤسسات والمصانع وأصحاب وصاحبات الأعمال إلى التعاون مع الحملة التي تسعى إلى توفير سبل الحياة من مواد غذائية ومستلزمات طبية وحليب أطفال ومفروشات وجميع مستلزمات المنازل للسكان الذين ضربتهم الأمطار . إنني في الوقت الذي أسجل فيه لمحات من المواقف الإنسانية للفتيات والشباب المتطوعين فإنني أشيد بالجميع وأرجو من المولى أن يجزيهم بالإحسان لما قاموا به من خدمات تطوعية ومعونات أسهم بها كرام المواطنين الذين نأمل أن تتأسى بهم بقية المؤسسات والبيوت التجارية وفي المقدمة المستشفيات وخاصة ذات التخصص في الأمراض النفسية، إذ يستوجب الوضع عليهم الإسهام بإرسال طبيب أو أكثر على سيارة إسعاف للمناطق المنكوبة لمعالجة المرضى والحالات البائسة وصرف الدواء للجميع بالتعاون مع البنوك التي عليها وهي تربح الكثير أن تقدم المعونات وتدفع قيمة الأدوية التي تصرف بواسطة المستشفيات لمنكوبي السيول والله المستعان. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة