أكد أكاديميون متخصصون في الإعلام أمس اهتمام وسائل الإعلام الخليجية في تغطية القمة الخليجية الثلاثين التي اختتمت في الكويت أمس، مشددين على أهمية الدور المؤثر للإعلام في مسيرة التنمية الخليجية والتأثير على الرأي العام وتشكيل توجهاته. وأجمع الإعلاميون في ندوة إعلامية أقيمت أمس على هامش فعاليات القمة الخليجية الثلاثين في المركز الإعلامي للقمة على أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام أثناء متابعته الإعلامية للقمم الخليجية، لكنهم دعوا إلى ضرورة مراجعة التشريعات الإعلامية للدول الخليجية الأعضاء في المجلس. وتطرق أستاذ الصحافة في قسم الإعلام في جامعة الكويت الدكتور ياسين طه الياسين إلى مدى تعاون الصحف الخليجية في تغطية المؤتمر الخليجي 2009، مبينا أن هناك اهتماما واضحا من الصحف الخليجية بالمؤتمر الخليجي حيث جرت تغطيته بشكل موسع. وقال الياسين: إن التغطية الصحافية اختلفت من صحيفة إلى أخرى بالطريقة التي تناولت بها الأخبار والمعلومات عن المؤتمر، وأن البدايات كانت ضعيفة من الصحف خصوصا الكويتية منها بسبب الاستجوابات، لكنها أفردت الكثير من المساحة المعلوماتية والتي جاءت على شكل أخبار ومقالات وصور. وأوضح أن الصحف الخليجية بدت مشغولة بالتحديات الأمنية وبإعطاء الأخبار المحلية أهمية أكبر، لكن مع اقتراب المؤتمر زادت التغطية الخبرية والمقالات والاستطلاعات عن المؤتمر، وشكلت القضايا المطروحة والمتوافق عليها من قبل دول مجلس التعاون مثل العملة الخليجية والربط الكهربائي أهمية كبيرة. وبين الياسين في دراسة أعدها عن التغطيات الخليجية لهذه القمة الخليجية أن الصحف القطرية مثل الشروق كانت تغطيتها تفوق الصحف الأخرى، ولحقت الصحف القطرية الأخرى بها بعد ذلك وأولت اهتماما بالموضوع فيما كانت معظم الصحف الإماراتية مشغولة بتغطية المشكلة الاقتصادية في دبي، وتخصصت تغطيتها للمؤتمر بداية بالأخبار الاقتصادية ثم أصبحت التغطية تحتل مساحة أكبر مع اقتراب عقد القمة. وذكر أن الصحافة البحرينية اختلفت في تغطية القمة بربطها كثيرا من القضايا بالأمور المتعلقة أو العالقة بالخليج وكانت تغطيتها أقل من بعض الصحف الخليجية الأخرى فيما جاءت التغطية في الصحف العمانية متوازنة في الطرح وارتبطت أطروحاتها بالتمنيات من القمة وربط الأخبار والأحداث بالشخصيات العمانية. وقال: إن القضايا المطروحة في الصحف الخليجية ما زالت تقتصر على القضايا المحلية بشكل عام، لكن مع تقدم هذه الصحف تكنولوجيا وكثرتها من الناحية العددية ما تزال غير مستقلة الاستقلال الأمثل لخدمة أهداف مجلس التعاون الخليجية. وأكد أهمية تأثير الصحف الخليجية على الرأي العام الخليجي والعربي والإسلامي لكنه قال: إنه «لا يوجد بينها روابط وتعاون واضح» معربا عن الأمل أن ترتبط الصحف الخليجية مع بعضها وتتعاون بينها. وأجريت الدراسة على صحف خليجية تمثل الدول المشاركة في مجلس التعاون الخليجي وهي السعودية والكويت وسلطنة عمان والبحرين وقطر والإمارات المتحدة، على ضوء تحديد الأخبار المنشورة في الصحف من حيث الأخبار المنشورة في الصفحة الأولى أو من حيث الإشارة إلى القمة من خلال كتابات رؤساء التحرير وهي تنشر عادة على الصفحات الأولى. من جهته أكد أستاذ الإعلام في جامعة الكويت الدكتور خالد القحص أهمية دور وسائل الإعلام في التغطيات الإعلامية للقمة، مضيفا أن الإعلام أصبح علما قائما بذاته وأيديولوجيا وفكرا وتوجيها للرأي العام وعملية منهجية جادة تستلزم الاحتراف والمهنية. وقال القحص: إن أي عملية إصلاح تمر عبر بوابة الإعلام، وأن مسألة الهواية والتجربة في الإعلام انتهت، مبينا أن المشهد الإعلامي الخليجي في العام الماضي لم يكن مثل وقتنا الحالي في ظل ثورة الاتصالات وزيادة وسائل الإعلام. وتطرق أستاذ الإعلام في جامعة الكويت حسن إبراهيم مكي إلى المرتكزات الرئيسة للإعلام الخليجي والمواصفات التي يجب أن تتوافر للإعلام في المجتمعات، مبينا أن المرتكزات تتمثل بالحرية والرؤية ووفرة الإمكانات المادية، فيما يجب أن يتوافر الأمن والوعي والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية للإعلام لدعم توجهاته في عملية التنمية . من جانبه قال رئيس قسم الإعلام في جامعة الكويت يوسف الفيلكاوي الذي أدار الندوة: إن التغطيات الصحافية الخليجية للقمة كانت متشابهة ومتماثلة منذ أن بدأت القمم قبل ثلاثين عاما، وأن الآلية الإعلامية لم تتغير في دول مجلس التعاون الخليجي، وأكد أهمية الحاجة إلى أن يلعب الإعلام دوره المؤثر باعتباره شريكا في صناعة القرار الخليجي، وأن يبتعد الخطاب الإعلامي عن الإعلام الدعائي.