جاءت الجلسة الرابعة من ملتقى الإعلام العربي لتناقش "اتجاهات التغطية الاعلامية للثورات العربية" والتي أدارها استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور شفيق الغبرا. وقال الكاتب والصحفي الأستاذ عبدالوهاب بدرخان ان الفضائيات هي التي كانت الابرز خلال الفترة الماضية، وأن الإعلام التقليدي تقلص دوره بشكل كبير، لافتا الى ان الاعلام الالكتروني الحديث برز بشكل أساسي كونه لم يكن يستخدم فقط للتواصل بين الثوار، إنما حتى وسائل الاعلام الاخرى كانت تعتمد عليه في نقل الخبر. واضاف ان هناك قيودا إعلامية وصعوبات تقنية ولوجستية الا ان الاعلام الالكتروني كان شاهد عيان يوفر الكثير من الوقت في ايصال الخبر، مشيرا الى ان نقل تلك الاحداث سلطت الضوء على المجتمعات وأصبحنا نعرف كثيرا من التفاصيل عن المجتمعات والقوى الفاعلة فيه، والشباب الذين صنعوا الثورات وكانوا وقودها. بوعشرين: دكتاتورية المشاهد تفرض على القناة ما يريد أن تقدمه له من جانبه تحدث رئيس تحرير جريدة اللواء صلاح سلام وقال " ان وسائل الاعلام من خلال تصاعد الاحداث في الثورات عملت على فبركة بعض الشهادات لتضليل الرأي العام لاسيما في بداية هذه الثورات" مبينا ان بعض وسائل الاعلام انتهجت اسلوب الاعلام الواقعي الذي يعتمد على الشاهد العيان والذي يتابع الاحداث على أرض الواقع وينقلها مباشرة. وبدوره قال الكاتب والصحفي المصري سليمان جودة ان لا يمكن ان نجيب على التغطية العربية للثورات الا بعد تحديد نوع الاعلام سواء مرئيا او مقروءا أو مسموع اوالالكتروني، مبينا ان المقصود هو الاعلام المرئي لان له الاثر الكبير ونفاذا ووصولا الى الدول العربية، متسائلا " هل كان هذا الاعلام موضوعيا أم ملونا. من جانبه قال الاعلامي في قناة الحرة الدكتور أكرم خزام "نحن امام منزلقات خطيرة فمن خلال تغطياتي لاحداث مصر والتي لم أسمها "ثورة على الاطلاق " لان الثورة تأتي بنظام جديد، لذلك فان التعابير التي تم استخدامها قامت بتشويش فكر المشاهد بل انها ضللته. واضاف خزام ان بعض الفضائيات لا تتحدث اطلاقا عن تمرد في بلد ما الا انها تسمح لنفسها بالاستهتار لشخص رئيس، سواء عبر الضيوف او الخبر لكي ينقضوا على هذا الرئيس لمصلحة تلك الدولة، مبينا انها بذلك خرجت من نطاق المهنية الى مجال اللعب السياسية وتناست انها كانت تمدد ذلك الرئيس في السابق الا ان مواقفها تغيرت فجأة. وبدوره اوضح استاذ الاعلام في جامعة الكويت الدكتور خالد القحص ان بعض الفضائيات تنقل الاخبار والاحداث الواحده بطرق ومسطلحات متغيره, مبينا ان الاخبار في تلك الفضائيات تصنع ولا تنقل الاخبار بحيادية ,لافتا الى ان تلك القنوات تعمل حسب مصلحتها، مبينا، عندما يتعارض الخط المهني والعمل الاخباري مع الخط السياسي نجد الخلاف، مشيرا الى ان العمل الاخباري انتاج ولا نتوقع ان تكون تلك القنوات محايدة، وإنما نتوقع انها تخدم مصالحها وفي نفس الوقت تقدم خدمات افضل من القنوات الحكومي. وقال رئيس تحرير جريدة اخبار اليوم المغربية توفيق بو عشرين ان الاعلام لم يتعود على تغطية تغييرات اجتماعية عميقة، لذا حصل ارتباك وتردد وارتجال واخطاء واصبحت دكتاتورية المشاهد تفرض على القناة مايريد ان تقدمه له.