أكد دولة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن اختياره للمملكة كأول محطة في زياراته الخارجية، بعد نيل حكومته ثقة البرلمان اللبناني، تعكس مايربطه شخصيا ويربط شعب لبنان بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي وقف دائما إلى جانب لبنان وقضاياه. وتحدث الرئيس الحريري ل«عكاظ» في حديث هو الأول لصحيفة سعودية بعد لقائه القيادة أمس الأول: إن لخادم الحرمين الشريفين أياد بيضاء على جميع اللبنانيين في كل المناطق والطوائف من دون تمييز، مؤكدا أن المملكة لم تضع شروطا لدعمها للبنان، كما أنها لم تتدخل في أي شأن من الشؤون الداخلية اللبنانية. وذكر أن الملك عبد الله وحكومته وقفت وقفة عزة عربية مع لبنان في أحلك الظروف، مؤكدا أن الملك عبد الله كان وسيبقى خير نصير لعروبة لبنان وسيادته واستقلاله. معتبرا أن مواقف الملك عبد الله ليست بجديدة ومستغربة على اللبنانيين، إذ كان خادم الحرمين الشريفين دائما في طليعة المدافعين عن قضايا العرب والمسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق شعبها في إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفق مبادرة السلام العربية التي تقدم بها الملك عبد الله وأجمع عليها العرب منذ قمتهم في بيروت عام 2002. وقال: أجدها فرصة لكي أعبر لخادم الحرمين الشريفين وباسم جميع اللبنانيين عن تضامننا الكامل مع المملكة في وجه أي محاولة للاعتداء على أراضيها من قبل المتمردين الحوثيين والتي صدتها القوات السعودية بنجاح واستبسال. وأعلن الرئيس الحريري عن تضامن الشعب اللبناني مع الشعب اليمني الشقيق في وجه الاعتداءات الإرهابية التي يتعرض لها من قبل حفنة من الخارجين عن القانون وعن دولتهم. وحول نتائج لقائه مع الملك عبد الله، أوضح: لقد أكدت لخادم الحرمين الشريفين أن لبنان بدولته ومؤسساته سيتحمل مسؤوليته كاملة في جهود التقارب العربي في مواجهة الأخطار الإقليمية الداهمة، وفي إعادة بناء منظومة المصالح العربية بصفته رائدا من رواد العروبة الحديثة، لافتا إلى أن العروبة تشكل دائما خطا منيعا للدفاع عن لبنان واستقلاله وسيادته. وأشار إلى أن زيارته للمملكة تزامنت مع عودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز من رحلته العلاجية، إذ قمت بزيارته لتهنئته بسلامة العودة وجرى في اللقاء بحث عدد من القضايا العربية والدولية وسبل تعزيز العلاقات بين بلدينا الشقيقين. وكان الرئيس الحريري قد التقى أمس الأول مع الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد في أول زيارة يقوم بها إلى المملكة بعد نيل حكومته ثقة البرلمان بأغلبية غير مسبوقة في تاريخ الحكومات اللبنانية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990. ويجري دولة الرئيس الحريري جولة عربية من ضمنها زيارة مرتقبة إلى دمشق في إطار تعزيز وحدة الصف والتقارب العربي.