أكد وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة أن «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حريص جداً على وحدة لبنان واستقراره وازدهاره»، مشيراً إلى أنه كان يوجهه حين كان سفيراً للملكة في لبنان بأن يكون «على مسافة واحدة من الجميع». كلام خوجة جاء بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، في زيارة وداعية. كما زار وزير الخارجية فوزي صلوخ، كما اتصل خوجة بقائد الجيش العماد جان قهوجي مودعاً. وتحدث السنيورة عن خوجة الذي «يغادرنا وزيراً، وبذلك لا نكسب فقط صديقاً وأخاً بل وزيراً في موقع القرار في المملكة العربية السعودية، حيث سيكون، بالإضافة إلى كل المهمات الجليلة والكبرى التي يحملها، حاملاًً لواء لبنان وأخوته للمملكة العربية السعودية». وأكد أن «اللبنانيين قدروا وثمّنوا المواقف الكبرى التي وقفها عبد العزيز خوجة إلى جانب لبنان في الظروف والأيام الصعبة وحمله للواء الدعوة إلى وحدة اللبنانيين دائماً، والوقوف إلى جانبهم جميعاً من دون استثناء، ومساعدة لبنان من دون استثناء، من دون تفريق بين منطقة وأخرى، ومجموعة وأخرى». وأضاف: «كان دائماً حاملاً رسالة المملكة العربية السعودية الداعية إلى التوفيق بين اللبنانيين ووحدتهم في وجه المصاعب التي كان وما يزال يمر بها لبنان، والمملكة دائماً تحض اللبنانيين على الوحدة وتقف إلى جانبهم وتقدم كل المساعدات، ونحن نرى بأم العين كل يوم ما تقوم به المملكة من أجل مساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه»، مشدداً على «هذا الدور البناء الكبير الذي وقفه عبد العزيز خوجة بقلبه وإحساسه، والذي أذكر له كلمة طيبة قالها قبل يومين حول مدى تقديره للبنان، وهي حض اللبنانيين على حماية بلدهم بأشفار العين وبأهدابها... نحفظ له هذه الكلمات الطيبة وهذا الود والحب للبنان، حب الشاعر الحقيقي لهذه الصيغة الفريدة في العالم العربي». وخاطب السنيورة خوجة قائلاً: «أتمنى لك كل التوفيق وإن شاء الله تكون في الفترة المقبلة قادراً على خدمة المملكة العربية السعودية دائماً بما تستحق وتكون إلى جانب لبنان». ورد خوجة قائلاً: «الأيام والسنوات التي قضيتها في لبنان كانت من أمتع سنوات عمري، وكان لصحبتكم والإفادة من خبراتكم والجلوس معكم له أثر كبير جداً في نجاحي». وأضاف: «في الواقع كنت أعمل برغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان حريصاً جداً على وحدة لبنان واستقراره وازدهاره، كان دائماً يوجهني بأن أكون على مسافة واحدة من الجميع وأنا كنت مخلصاً للبنان ودعمه». وتابع: «كان حرصنا شديداً جداً على السلم الأهلي وبناء هذا السلم في هذا البلد العزيز، كان الملك عبد الله يقدّر أن لبنان يجب أن يكون بهذه التعددية الثقافية الجميلة المتفردة في الواقع في هذا العالم، وكان يعتقد أن لبنان يمثّل الرسالة ليس فقط للعالم العربي إنما لكل الإنسانية ولكل العالم». وزاد: «اعتقد أن لبنان إذا بقي على حاله في هذه التعددية الثقافية الجميلة والوحدة المتماسكة، يمكنه أن يكون نموذجاً للحياة الإنسانية على هذا الكوكب الأرضي، وفي العالم العربي بالذات». وأكد خوجة أن «خادم الحرمين الشريفين كان ولا يزال، يشدد علينا على أن نمثل هذه الرسالة في لبنان حينما كنت سفيراً وأن أؤدي هذا الدور كسفير للمملكة لدى لبنان، لبنان بهذه التعددية الجميلة الثقافية، لكننا كنا أيضاً نحترم الدولة والحكومة، وكان المرجع الرئيسي لنا هو الدولة والحكومة ونعتز بذلك وبأننا كنا واضحين وشفافين في تعاملنا مع الجميع، والحمد لله نجحنا في ذلك وفي هذا التوافق الكبير جداً، وكان من سعادتي فعلاً أن يكون الشخص الذي أتعامل معه طول هذه المدة الصعبة والجميلة في الوقت نفسه، هو الرئيس فؤاد السنيورة الذي تعاملت معه بكل احترام ومودة ومحبة و تقدير، وبصراحة تعلمت منه الكثير، تعلمت منه الصبر والمثابرة والتصميم على أن يجد دائماً الحل المناسب الوضّاء في اللحظات الصعبة». وسئل خوجة عن صحة ما يتردد عن اتفاق سوري - سعودي بعدم التدخل في لبنان، فأجاب: «المملكة العربية السعودية في سياستها الثابتة لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأحد، وموضوع الانتخابات هو موضوع داخلي في لبنان، نحن لا نتدخل فيه على الإطلاق ولم نتدخل فيه سابقاً، ولن نتدخل فيه مستقبلاً. هذا أمر سيادي في لبنان ويخص اللبنانيين فقط، وهم الذين يقررون ويرسمون ونحن لا نتدخل في هذه الأمور، وليس هناك من اتفاق مع أي أحد كان في أي صورة من الصور. اللبنانيون أدرى بما يفعلون وأعلم بمصالحهم الخاصة، نحن لنا الأمنيات لهم ونتمنى لهم الخير، وأن تتم التجربة المقبلة من دون أي أحداث، هذا ما يهمنا، أي أن يكون هناك استقرار في لبنان». وأضاف: «أي شيء بين المملكة وسورية ليس له أي دخل في لبنان، فلبنان له وضعه الخاص وهو دولة مستقلة، ولا يمكن أن يكون هناك أي اتفاق مع دولة أخرى على حساب لبنان بأي صورة من الصور، وللبنان سيادته واستقلاله وهو دولة مستقلة ومن العيب أن يتدخل أحد في شؤون أي احد». وعن المصالحة العربية - العربية قال خوجة: «ما قام به خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر الكويت الاقتصادي العربي، هو هذا الاتجاه والدعوة إلى التلاحم والصفاء والتقارب، والى الجلوس والحوار بصفاء ووضوح، ونحن كل ما نحتاج إليه كدول، هو إن نبقى متماسكين ونواجه الاضطراب العالمي الاقتصادي والسياسي أو أي شيء آخر». احتفال السفارة وكان القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان عادل بن عبدالرحمن البخش أقام حفلة استقبال في فندق «غراند حبتور» في سن الفيل، تكريماً لخوجة لمناسبة انتهاء فترة عمله سفيراً في لبنان وتعيينه وزيراً. وتحدث في الاحتفال الذي حضره وزراء ومسؤولون لبنانيون وديبلوماسيون، البخش والملحق العسكري في السفارة المهندس محمد ابراهيم الحجاج عن مزايا خوجة «رجل القيم في التعامل مع كل الأطراف والفئات». وألقى خوجة كلمة جدد فيها مشاعره تجاه لبنان وشعبه وقال: «سأكون سفيراً للبنان في المملكة، سفيراً لكل مكونات هذا الشعب، وسفيراً لقيم هذا الشعب وحضارته».