كل ما في عقولنا من معلومات عامة نكاد نكون مجبرين على تغييرها اليوم في عهد سيد المعلومات «قوقل». استغرب ما الذي يغير قواعد المعلومات العامة.. مثلا ربينا على أن العجائب في الدنيا هي سبع، وثابتة معروفة هويتها ولا أدري لماذا توضع أو ترشح في كل سنة أماكن ومواقع أخرى. والأغرب أنها توضع لتحل مكان غيرها من ثوابت في ذاكرتنا وكأنها مسابقة لملكة جمال العالم لدرجة أصبحت فيها المعلومات العامة في حكم الثابت والمتحول حتى تفقد صفتها كمعلومات عامة. هذا من جانب ومن جوانب أخرى يواصل بعض الزملاء في الإعلام المكتوب والمرئي على تسمية التلفزيون ب «الشاشة الفضية» في الوقت الذي فقدت هذه التسمية شرعيتها للمرة الألف لأنها جاءت من الشاشة أثناء البث عندما كانت تبث بالأبيض والأسود حينها يكون اللونان الأبيض والأسود «اللون الفضي»، أما اليوم لم يعد هناك شاشة غير تلك الأشبه بحديقة ألوان فلا التلفزيون اليوم فضيا وهو يعمل ولا حتى هو كذلك وهو مغلق.. أيضا من أخطاء الزملاء في إعلام اليوم إصرار البعض على كلمة «إعادة تدوير» وهنا يكمن الخطأ كله فالعميلة المقصود منها «إعادة تصنيع الورق أو فرز البقايا في الزبالة مثلا أو غيرها أو تنقية المياه هي في مسماها «تدوير» وليس إعادة تدوير بمعنى أن يكون اللفظ تدويرا أو إعادة تصنيع وليس إعادة تدوير. كما يخلط كثير من الزملاء في بلاط صاحبة الجلالة في تعاملهم المتعدد مع الفضائيات التي أصبح لها «أول» وليس لها آخر اليوم، بين أصحاب الإطلالات فيها بين مذيع ومقدم برامج، إذ إن مواصفات المذيع تختلف كثيرا عن مقدم البرامج، فالأول إعلامي تخصص في المهنة دراسة إلى جانب إمكاناته الطبيعية كالصوت ورخامته أو طلاوته إلى جانب الخلفية المعرفية للغة، أما مقدم البرامج فقد يكون مقبولا حتى ببعض الضعف لأنه يمثل نفسه في الغالب أما المذيع فيمثل الوسيلة الإعلامية نفسها ومحسوب عليها تقديمه باسمها وعليها تهيئته لمثل هكذا مهام كمذيع الأخبار مثلا. فاصلة ثلاثية يقول المثل الأسباني: حمار حي خير من طبيب ميت. ويقول قاموس الأكاديمية: تابع الشيطان يقوم بأكثر مما يطلب منه. ويقول بلوطارخس: البراميل الفارغة والحمقى يحدثون جلبة أكبر.