عودة ولي العهد إلى بلاده بعد غيابٍ طويلٍ تجاوز السنة، هي عودة تبعث على الفرح والبهجة وتدعو للاحتفال، فهي عودة في الوقت المناسب؛ نظرا للتحديات التي تواجه الوطن داخليا وخارجيا. وما يزيد الفرحة هو تصريحات ابنه الأمير خالد بن سلطان بأنه يتمتع بصحة وعافية وأنه توقف عن تناول الأدوية منذ شهرين، ما يعني أنه قد تجاوز مرحلة العلاج ولم يتبق إلا مرحلة العناية والرعاية، ولهذا فإننا مع الاحتفال بعودته سالما نتمنى ألا تكثر اللقاءات والمقابلات عليه بشكلٍ قد يتعبه أو يضنيه أو لا سمح الله يكون سببا في إصابته بمكروه من جرائها أو من آثارها. لقد تسنى لكاتب هذه السطور شرف زيارة ولي العهد قبل عدة أسابيع في مقر إقامته في أغادير، وكانت الفرحة بعافيته وصحته طاغية والفرحة أكبر بتعليقاته الحكيمة على الأحداث العالمية محل الاهتمام كما هي عادته، فقد كان حاضر الذهن، دائم الابتسامة مع شيء من المداعبة الحميمة لزائريه. الأمير سلطان هو رجل دولة من الطراز الأول، وقد أدار في حياته السياسية الكثير من الملفات الشائكة منذ كان فتيا، ونجح في إدارتها وأوصلها إلى بر الأمان، فهو كما يعلم الجميع منذ نعومة أظفاره؛ منخرط في السياسة وإدارة البلاد، وقد كون خلال هذه العقود من السنين خبرة كبيرة تجعله رجلا لا تستغني البلاد عن حكمته ورأيه في شؤونها الداخلية والخارجية. نعم سنفرح بعودة سلطان، ولكن أكثرنا فرحا سيكون ملك الإصلاح الملك عبدالله بن عبد العزيز، فرحا بعودة عضده الأيمن وولي عهده الأمين وأخيه القريب إلى نفسه. يعود ولي العهد والبلاد تشهد أفراحا بانتصارات أبنائه وأبناء الوطن من القوات المسلحة في الجنوب على مرتزقة الحوثيين الذين لقنهم رجال الوطن وحصنه المنيع درسا لن ينسوه ولن ينساه من دفع بهم إلى التهلكة ثم أخذ ينوح ويولول عليهم. ويعود والبلاد تشهد مأساة في جدة ثاني أكبر دول المملكة، التي لم تندمل جراحها بعد، وقد أصدر الملك فيها بيانا تاريخيا وأنشأ لجنة تحقيق على مستوى رفيع ومنحها كل الصلاحيات لمحاسبة الفاسدين الذين أودى فسادهم بحياة المئات وضاعت بسببه الكثير من الممتلكات وتغيرت مصائر أسرٍ وأفرادٍ لن تعتدل إلا بالمحاسبة الدقيقة والمعاقبة العادلة، وسلطان سيكون خير داعمٍ لهكذا توجه وخير معين في ظرفٍ استثنائيٍ تشهده البلاد كهذه المأساة. لا يعود سلطان وحيدا فهو لم يكن في البعد وحيدا، بل كان بمعيته الأمير سلمان أمير منطقة الرياض الذي طال غيابه عن البلاد لتكون الفرحة فرحتين، فقد افتقدته الرياض وأهلها وأهل المملكة جميعا، والذي كان طوال سنة الغياب رمزا للوفاء والمحبة والإخلاص، وإن غاب بجسده فقد كان حاضرا بمتابعته الدقيقة لكثيرٍ مما يجري في المملكة من الشأن العام إلى الشأن الإعلامي إلى غيره من الشؤون التي تحملها حاضرا ورعاها غائبا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة