«لم يعد على الآباء والأمهات الخوف على أبنائهم من خطر التعرض للجراثيم والميكروبات في صغرهم، بل إنها باتت ضرورة لإمداد أطفالهم بالصحة في كبرهم»، هذا مضمون دراسة صدرت أخيرا. إذ أظهرت الدراسة أن ارتفاع معدلات التعرض للبكتيريا والميكروبات الشائعة يوميا في مرحلة الطفولة، يساهم في تقوية جهاز المناعة عند بلوغهم سن الرشد وبالتالي تمتعهم بصحة أفضل، وزيادة قدرة أجسامهم على مواجهة الأمراض. وذكرت صحيفة «لايف ساينس» الأمريكية أن تعرض الأطفال للجراثيم قد يلعب دورا مفيدا في نمو أجهزة الالتهابات في الجسم، ما يلعب دورا رئيسيا في محاربة جهاز المناعة ضد الالتهابات. وقال المتخصص في علم الإنسان في جامعة نورثويسترن والمعد الرئيسي للدراسة البروفسور توماس ماكدايد «قد تحتاج شبكات الالتهابات إلى النوع نفسه من التعرض للميكروبات في سن مبكرة كي تعمل في سن الرشد». وتركزت الدراسة على كيفية تأثير بيئة الطفولة على معدلات البروتين «سي رياكتيف» التي ترتفع في الدم عند وجود التهابات معينة، في حين اعتبر الباحثون أن هذا البروتين يتنبأ بأمراض قلب مختلفة، عن تلك الناجمة عن الإصابة بالكوليستيرول وارتفاع ضغط الدم. وقال ماكدايد إنه «خلافا للافتراضات الرائجة، تشير دراستنا إلى أن البيئات المفرطة النظافة في بداية الحياة، قد تساهم في ارتفاع معدلات الالتهاب في سن الرشد ما يزيد من احتمالات تطور العديد من الأمراض».