واشنطن- أ ف ب - الاهل الذين يسمحون لأطفالهم بالتمرغ في الوحل وأكل أطعمة سقطت على الأرض يسدون خدمة لهم على الأرجح عبر حمايتهم من الأمراض لا سيما القلبية منها في وقت لاحق من حياتهم على ما أظهرت دراسة اميركية. ويشير توماس ماكدايد المشرف على الدراسة الى ان الأبحاث تظهر أن بيئات نظيفة جداً وصحية جداً في الطفولة قد ترفع احتمال اصابة الأطفال بالتهابات حين يصبحون بالغين، ما يرفع بدوره احتمال الاصابة بمجموعة من الامراض لا سيما القلبية منها. وتعمق الباحثون في معطيات واردة في دراسة اجريت في الفيليبين تابعت المشاركين فيها من ولادتهم الى سن ال22. وهدفت الدراسة الى فهم أفضل لتأثير البيئة التي ينشأ فيها المرء في طفولته على انتاج بروتين يزداد عند الاصابة بالتهاب، اي حين يقاوم الجسم بنتيجة اصابته بعدوى او جرح. وجمعت المعلومات من خلال متابعة أطفال ولدوا في ثمانينات القرن العشرين ل 3327 أم فيليبينية. وزار الباحثون الاطفال كل شهرين خلال السنتين الأوليين في حياتهم ومن ثم كل أربع او خمس سنوات حتى بلوغهم العقد الثاني. وشكلت نظافة البيئة العائلية جزءاً من العناصر التي خضعت للمتابعة (خصوصاً إذا كانوا يعيشون مع حيوانات اليفة كالخنازير او الكلاب) اضافة الى دخل الأهل. وأظهرت تحاليل عينات الدم المأخوذة منهم ان الأطفال الفيليبينيين يعانون من أمراض معدية اكثر بكثير من الأطفال الاميركيين. الا ان دمهم يحتوي على نسبة من بروتين «سي ار بي» ما ان يصيروا في عمر الشباب تقل 80 في المئة عن النسبة الموجودة لدى الاميركيين في السن نفسه، الامر الذي يظهر ان الفيليبينيين في وسعهم مقاومة الالتهابات أكثر. ولفت ماكدايد الى انه «في الولاياتالمتحدة نميل الى التفكير بضرورة حماية الرضع والاطفال بأي ثمن من الجراثيم ومسببات الامراض، الا اننا ربما نحرم بذلك وظائفهم المناعية من الحصول على مساهمات خارجية مهمة ضرورية لتنمية هذه الوظائف حتى سن البلوغ». وأظهرت الدراسة ان البالغين الذين لديهم نسب عالية من «سي ار بي» التي تشير الى اصابتهم بالتهابات اكثر كانوا على اتصال أقل مع براز الحيوانات في بيئتهم الطفولية.