يساهم التعرض للجراثيم الشائعة في مرحلة الطفولة بتقوية جهاز المناعة عند الراشدين وتمتعهم بصحة أفضل. وذكرت صحيفة "لايف ساينس" الأميركية ان تعرض الأطفال للجراثيم قد يزيد من قدرة أجسامهم عندما يبلغون سن الرشد على مواجهة الأمراض. وتبين في دراسة جديدة ان ارتفاع معدلات التعرض للبكتيريا والميكروبات يومياً قد يلعب دوراً مفيداً في نمو أجهزة الالتهابات في الجسم ما يلعب دوراً رئيسياً في محاربة جهاز المناعة ضد الالتهابات. وقال توماس ماكدايد البروفسور بعلم الإنسان في جامعة نورثويسترن والمعد الرئيسي للدراسة "قد تحتاج شبكات الالتهابات إلى النوع نفسه من التعرض للميكروبات في سن مبكرة كي تعمل في سن الرشد". وتركزت الدراسة على كيفية تأثير بيئة الطفولة على معدلات البروتين "سي رياكتيف" التي ترتفع في الدم عند وجود التهابات معينة. واعتبر الباحثون ان هذا البروتين يتنبأ بأمراض قلب مختلفة عن تلك الناجمة عن الإصابة بالكوليستيرول وارتفاع ضغط الدم. يشار إلى ان الباحثين استخدموا بيانات من دراسة يدأت في بداية الثمانينيات وراقبوا 3327 أم فليبينية في الجزء الثالث من الحمل، كما لاحقوا الأولاد إلى أن بلغوا أوائل العشرينات من العمر. وتبين ان نسبة البروتين "سي رياكتيف" كانت أدنى بما لا يقل عن 80% عن الفليبينيين في سن الرشد، مقارنة مع نظرائهم الأميركيين بالرغم من ان من هم في الفليبين عانوا من التعابات وأمراض أكثر في مرحلة الطفولة. وقال ماكدايد انه "خلافاً للافتراضات الرائجة، تشير دراستنا إلى ان البيئات المفرطة النظافة في بداية الحياة قد تساهم في ارتفاع معدلات الالتهاب في سن الرشد ما يزيد من احتمالات تطور العديد من الأمراض".